قوله تعالى : إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون    . 
هذه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ; أي أنهم لإلفهم الكفر لا يؤمنون بك ; إنما يؤمن بك وبالقرآن المتدبرون له والمتعظون به ، وهم الذين إذا قرئ عليهم القرآن خروا سجدا قال ابن عباس    : ركعا . قال المهدوي    : وهذا على مذهب من يرى الركوع عند قراءة السجدة    ; واستدل   [ ص: 93 ] بقوله تبارك وتعالى : وخر راكعا وأناب    . وقيل : المراد به السجود ، وعليه أكثر العلماء ; أي خروا سجدا لله تعالى على وجوههم تعظيما لآياته وخوفا من سطوته وعذابه . وسبحوا بحمد ربهم  أي خلطوا التسبيح بالحمد ; أي نزهوه وحمدوه ; فقالوا في سجودهم : سبحان الله وبحمده ، سبحان ربي الأعلى وبحمده ; أي تنزيها لله تعالى عن قول المشركين . وقال سفيان    : وسبحوا بحمد ربهم  أي صلوا حمدا لربهم . وهم لا يستكبرون عن عبادته ; قاله يحيى بن سلام    . النقاش    : لا يستكبرون كما استكبر أهل مكة   عن السجود . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					