قوله تعالى : أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون     . 
قوله تعالى : أولم يهد لهم  وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي  وقتادة  وأبو زيد  عن يعقوب    ( نهد لهم ) بالنون ; فهذه قراءة بينة . النحاس    : وبالياء فيها إشكال ; لأنه يقال : الفعل لا يخلو من فاعل ، فأين الفاعل ل ( يهد ) ؟ فتكلم النحويون في هذا ; فقال الفراء    : كم في موضع رفع ب ( يهد ) وهذا نقض لأصول النحويين في قولهم : إن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله ولا في كم بوجه ; أعني ما قبلها . ومذهب أبي العباس  أن يهد يدل على الهدى ; والمعنى أو لم يهد لهم الهدى . وقيل : المعنى أو لم يهد الله لهم ; فيكون معنى الياء والنون واحدا ; أي   [ ص: 103 ] أو لم نبين لهم إهلاكنا القرون الكافرة من قبلهم . وقال الزجاج    : كم في موضع نصب ب ( أهلكنا ) . يمشون في مساكنهم  يحتمل الضمير في يمشون أن يعود على الماشين في مساكن المهلكين ; أي وهؤلاء يمشون ولا يعتبرون . ويحتمل أن يعود على المهلكين فيكون حالا ; والمعنى : أهلكناهم ماشين في مساكنهم . إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون  آيات الله وعظاته فيتعظون . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					