قوله تعالى   : وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد . 
  قوله تعالى : وقد كفروا به  أي بالله عز وجل . وقيل : بمحمد    ( من قبل ) يعني في الدنيا . ويقذفون بالغيب من مكان بعيد  العرب تقول لكل من تكلم بما لا يحقه : هو يقذف ويرجم بالغيب . من مكان بعيد على جهة التمثيل لمن يرجم ولا يصيب ، أي يرمون بالظن فيقولون : لا بعث ولا نشور ولا جنة ولا نار ، رجما منهم بالظن ; قاله قتادة    . وقيل : ( يقذفون ) أي يرمون في القرآن فيقولون : سحر وشعر وأساطير الأولين . وقيل : في محمد    ; فيقولون ساحر   [ ص: 285 ] شاعر كاهن مجنون . ( من مكان بعيد ) أي أن الله بعد لهم أن يعلموا صدق محمد    . وقيل : أراد البعد عن القلب ، أي من مكان بعيد عن قلوبهم . وقرأ مجاهد    ( ويقذفون بالغيب ) غير مسمى الفاعل ، أي يرمون به . وقيل : يقذف به إليهم من يغويهم ويضلهم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					