قوله تعالى : إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما    . 
قوله تعالى : إن الذين يبايعونك   بالحديبية  يا محمد    . إنما يبايعون الله  بين أن بيعتهم لنبيه - صلى الله عليه وسلم - إنما هي بيعة الله ، كما قال تعالى : من يطع الرسول فقد أطاع الله    . وهذه المبايعة هي بيعة الرضوان ، على ما يأتي بيانها في هذه السورة إن شاء الله تعالى . يد الله فوق أيديهم  قيل : يده في الثواب فوق أيديهم في الوفاء ، ويده في المنة عليهم بالهداية فوق أيديهم في الطاعة . وقال الكلبي    : معناه نعمة الله عليهم فوق ما صنعوا من البيعة   . وقال ابن كيسان    : قوة الله ونصرته فوق قوتهم ونصرتهم   . فمن نكث  بعد البيعة . فإنما ينكث على نفسه  أي يرجع ضرر النكث عليه ; لأنه حرم نفسه الثواب وألزمها العقاب . ومن أوفى بما عاهد عليه الله  قيل في البيعة . وقيل : في إيمانه . وقرأ حفص   والزهري  عليه بضم الهاء . وجرها الباقون . فسيؤتيه أجرا عظيما  يعني في   [ ص: 245 ] الجنة . وقرأ نافع  وابن كثير  وابن عامر    ( فسنؤتيه ) بالنون . واختاره الفراء  وأبو معاذ    . وقرأ الباقون بالياء . وهو اختيار أبي عبيد  وأبي حاتم  ، لقرب اسم الله منه . 
				
						
						
