قوله تعالى : وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شيء قديرا    . 
قوله تعالى : ( وأخرى ) أخرى معطوفة على هذه ، أي : فعجل لكم هذه المغانم ومغانم أخرى . لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها قال ابن عباس    : هي الفتوح التي فتحت على المسلمين ، كأرض فارس  والروم  ، وجميع ما فتحه المسلمون . وهو قول الحسن  ومقاتل   وابن أبي ليلى    . وعن ابن عباس  أيضا والضحاك  وابن زيد   وابن إسحاق    : هي خيبر  ، وعدها الله نبيه قبل أن يفتحها ، ولم يكونوا يرجونها حتى أخبرهم الله بها . وعن الحسن  أيضا وقتادة    : هو فتح مكة    . وقال عكرمة    : حنين ;  لأنه قال : لم تقدروا عليها وهذا يدل على تقدم محاولة لها وفوات درك المطلوب في الحال كما كان في مكة  ، قاله القشيري    . وقال مجاهد    : هي ما يكون إلى يوم القيامة . ومعنى قد أحاط الله بها : أي : أعدها لكم . فهي كالشيء الذي قد أحيط به من جوانبه ، فهو محصور لا يفوت ، فأنتم وإن لم تقدروا عليها في الحال فهي محبوسة عليكم لا تفوتكم . وقيل : أحاط الله بها علم أنها ستكون لكم ، كما قال : وأن الله قد أحاط بكل شيء علما    . وقيل : حفظها الله عليكم . ليكون فتحها لكم . وكان الله على كل شيء قديرا  
 [ ص: 255 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					