قوله تعالى : وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم  فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون  يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون  قوله تعالى : وإن يروا كسفا من السماء ساقطا   قال ذلك جوابا لقولهم : فأسقط علينا كسفا من السماء  ، وقولهم : أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا  فأعلم أنه لو فعل ذلك لقالوا سحاب مركوم  أي بعضه فوق بعض سقط علينا وليس سماء ; وهذا فعل المعاند أو فعل من استولى عليه التقليد ، وكان في المشركين القسمان . والكسف جمع كسفة وهي القطعة من الشيء ; يقال : أعطني كسفة من ثوبك ، ويقال في جمعها أيضا : كسف . ويقال : الكسف والكسفة واحد . وقال الأخفش    : من قرأ " كسفا " جعله واحدا ، ومن قرأ " كسفا " جعله جمعا . وقد تقدم القول في هذا في " سبحان " وغيرها والحمد لله . 
 [ ص: 72 ] قوله تعالى : فذرهم منسوخ بآية السيف . " حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون " بفتح الياء قراءة العامة ، وقرأ ابن عامر  وعاصم  بضمها . قال الفراء    : هما لغتان : صعق وصعق مثل سعد وسعد . قال قتادة    : يوم يموتون . وقيل : هو يوم بدر    . وقيل : يوم النفخة الأولى . وقيل : يوم القيامة يأتيهم فيه من العذاب ما يزيل عقولهم . وقيل : " يصعقون " بضم الياء من أصعقه الله . 
قوله تعالى : يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا  أي ما كادوا به النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا . ولا هم ينصرون من الله . 
ويوم منصوب على البدل من يومهم الذي فيه يصعقون    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					