قوله تعالى : كأنهن الياقوت والمرجان فبأي آلاء ربكما تكذبان هل جزاء الإحسان إلا الإحسان فبأي آلاء ربكما تكذبان  
قوله تعالى : كأنهن الياقوت والمرجان   روى الترمذي  عن  عبد الله بن مسعود  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن المرأة من نساء أهل الجنة ليرى بياض ساقيها من وراء سبعين حلة حتى يرى مخها وذلك بأن الله تعالى يقول : كأنهن الياقوت والمرجان  فأما الياقوت فإنه حجر لو أدخلت فيه سلكا ثم استصفيته لأريته من ورائه ويروى موقوفا . وقال عمرو بن ميمون    : إن المرأة من الحور العين لتلبس سبعين حلة فيرى مخ ساقها من وراء ذلك ، كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء   . وقال الحسن    : هن في صفاء الياقوت ، وبياض المرجان . 
قوله تعالى : هل جزاء الإحسان إلا الإحسان   هل في الكلام على أربعة أوجه : تكون بمعنى قد كقوله تعالى : هل أتى على الإنسان حين من الدهر  ، وبمعنى الاستفهام كقوله تعالى : فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا  ، وبمعنى الأمر كقوله تعالى : فهل أنتم منتهون  ، وبمعنى " ما " في الجحد كقوله تعالى : فهل على الرسل إلا البلاغ  ، و هل جزاء الإحسان إلا الإحسان    . قال عكرمة    : أي هل جزاء من قال لا إله إلا الله إلا الجنة   . ابن عباس    : ما جزاء من قال لا إله إلا الله وعمل بما جاء به محمد  صلى الله عليه وسلم إلا الجنة   . وقيل : هل جزاء   [ ص: 166 ] من أحسن في الدنيا إلا أن يحسن إليه في الآخرة ؛ قاله ابن زيد    . وروى أنس  أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان  ثم قال : هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : يقول ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة   . وروى ابن عباس  أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية فقال : يقول الله هل جزاء من أنعمت عليه بمعرفتي وتوحيدي إلا أن أسكنه جنتي وحظيرة قدسي برحمتي وقال الصادق    : هل جزاء من أحسنت عليه في الأزل إلا حفظ الإحسان عليه في الأبد   . وقال  محمد ابن الحنيفة  والحسن    : هي مسجلة للبر والفاجر ، أي مرسلة على الفاجر في الدنيا والبر في الآخرة . 
				
						
						
