قوله تعالى : ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب  
قوله تعالى : ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء   أي لولا أنه قضى أنه سيجليهم عن دارهم وأنهم يبقون مدة فيؤمن بعضهم ويولد لهم من يؤمن . 
لعذبهم في الدنيا  أي بالقتل والسبي كما فعل ببني قريظة    . والجلاء مفارقة الوطن يقال : جلا بنفسه جلاء ، وأجلاه غيره إجلاء . والفرق بين الجلاء والإخراج وإن كان معناهما في الإبعاد واحدا من وجهين :   [ ص: 8 ] أحدهما : أن الجلاء ما كان مع الأهل والولد ، والإخراج قد يكون مع بقاء الأهل والولد . الثاني : أن الجلاء لا يكون إلا لجماعة ، والإخراج يكون لواحد ولجماعة ; قاله  الماوردي    . 
قوله تعالى : ذلك ؛ أي ذلك الجلاء . 
بأنهم شاقوا الله  أي عادوه وخالفوا أمره . 
ومن يشاق الله  قرأ طلحة بن مصرف  ومحمد بن السميقع    " ومن يشاقق الله " بإظهار التضعيف كالتي في " الأنفال " ، وأدغم الباقون . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					