قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون  
فيه مسألة واحدة : 
روى  البخاري  عن مرة  عن عبد الله  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : حق تقاته  أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر   . وقال ابن عباس    : هو ألا يعصى طرفة عين . وذكر المفسرون أنه لما نزلت هذه الآية قالوا : يا رسول الله ، من يقوى على هذا ؟ وشق عليهم فأنزل الله عز وجل : فاتقوا الله ما استطعتم  فنسخت هذه الآية ; عن قتادة  والربيع  وابن زيد    . قال مقاتل    : وليس في آل عمران من المنسوخ شيء إلا هذه الآية . وقيل : إن قوله فاتقوا الله ما استطعتم  بيان لهذه الآية . والمعنى : فاتقوا الله حق تقاته ما استطعتم ، وهذا أصوب ; لأن النسخ إنما يكون عند عدم الجمع والجمع ممكن فهو أولى . وقد روى علي بن أبي طلحة  عن ابن عباس  قال : قول الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته   لم تنسخ ، ولكن حق تقاته  أن يجاهد في سبيل الله حق جهاده ، ولا تأخذكم في الله لومة لائم ، وتقوموا بالقسط ولو على أنفسكم وأبنائكم . قال النحاس    : وكلما ذكر في الآية واجب   [ ص: 150 ] على المسلمين أن يستعملوه ولا يقع فيه نسخ . وقد مضى في البقرة معنى قوله تعالى ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					