فصل في ذم الكبر  
قال علقمة ،  عن ابن مسعود   - رفعه - :  " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر ، ولا يدخل النار من في قلبه مثقال حبة من إيمان "  . 
وقال  إبراهيم بن أبي عبلة  ، عن أبي سلمة  ، عن عبد الله بن عمرو  مرفوعا :  " من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر أكبه الله على وجهه في النار "  . 
حدثنا إسحاق بن إسماعيل  ، حدثنا أبو معاوية  ، عن عمر بن راشد  ، عن إياس بن سلمة  ، عن أبيه مرفوعا : " لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب عند الله من الجبارين ، فيصيبه ما أصابهم من العذاب "  . 
وقال مالك بن دينار   : ركب سليمان بن داود  ، عليهما السلام ، ذات يوم البساط في مائتي  [ ص: 346 ] ألف من الإنس ، ومائتي ألف من الجن ، فرفع حتى سمع تسبيح الملائكة في السماء ، ثم خفضوه حتى مست قدمه ماء البحر ، فسمعوا صوتا : لو كان في قلب صاحبكم مثقال ذرة من كبر لخسف به أبعد مما رفع  . 
حدثنا أبو خيثمة  ، حدثنا  يزيد بن هارون  ، عن حماد بن سلمة  ، عن ثابت ،  عن أنس  قال : كان أبو بكر  يخطبنا فيذكر بدء خلق الإنسان ، حتى إن أحدنا ليقذر نفسه ، يقول : خرج من مجرى البول مرتين  . 
وقال الشعبي   : من قتل اثنين فهو جبار ، ثم تلا أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض   ) [ القصص : 19 ] وقال الحسن   : عجبا لابن آدم ،  يغسل الخرء بيده في اليوم مرتين ثم يتكبر! يعارض جبار السماوات ، قال : حدثنا خالد بن خداش  ، حدثنا حماد بن زيد  ، عن علي بن الحسن  ، عن الضحاك بن سفيان  ، فذكر الحديث . ضرب مثل الدنيا بما يخرج من ابن آدم   . 
وقال الحسن ،  عن يحيى ،  عن أبي قال : إن مطعم ابن آدم  ضرب مثل للدنيا وإن قزحه وملحه . 
وقال محمد بن الحسين بن علي   - من ولد علي  رضي الله عنه - : ما دخل قلب رجل شيء من الكبر إلا نقص من عقله بقدر ذلك  . 
وقال يونس بن عبيد   : ليس مع السجود كبر ، ولا مع التوحيد نفاق . 
ونظر طاوس  إلى عمر بن عبد العزيز  وهو يختال في مشيته ، وذلك قبل أن يستخلف ، فطعنه طاوس  في جنبه بأصبعه ، وقال : ليس هذا شأن من في بطنه خرء ؟ فقال له كالمعتذر إليه : يا عم ، لقد ضرب كل عضو مني على هذه المشية حتى تعلمتها . 
قال أبو بكر بن أبي الدنيا   : كانت بنو أمية  يضربون أولادهم حتى يتعلموا هذه المشية . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					