[ ص: 467 ]  ( وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم  قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون   ( 138 ) إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون   ( 139 ) ) 
يخبر تعالى عما قاله جهلة بني إسرائيل  لموسى ،  عليه السلام ، حين جاوزوا البحر  ، وقد رأوا من آيات الله وعظيم سلطانه ما رأوا ، ( فأتوا ) أي : فمروا ( على قوم يعكفون على أصنام لهم   ) قال بعض المفسرين : كانوا من الكنعانيين   . وقيل : كانوا من لخم   . 
قال  ابن جريج   : وكانوا يعبدون أصناما على صور البقر ، فلهذا أثار ذلك شبهة لهم في عبادتهم العجل بعد ذلك ، فقالوا : ( يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون   ) أي : تجهلون عظمة الله وجلاله ، وما يجب أن ينزه عنه من الشريك والمثيل . 
( إن هؤلاء متبر ما هم فيه   ) أي : هالك ( وباطل ما كانوا يعملون   ) 
وروى الإمام أبو جعفر بن جرير  رحمه الله تفسير هذه الآية من حديث محمد بن إسحاق  وعقيل ،  ومعمر  كلهم ، عن الزهري ،  عن سنان بن أبي سنان  ، عن  أبي واقد الليثي   : أنهم خرجوا من مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ، قال : وكان للكفار سدرة يعكفون عندها ، ويعلقون بها أسلحتهم ، يقال لها : " ذات أنواط " ، قال : فمررنا بسدرة خضراء عظيمة ، قال : فقلنا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط . فقال : " قلتم والذي نفسي بيده ، كما قال قوم موسى لموسى : ( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون   ) 
وقال  الإمام أحمد   : حدثنا عبد الرزاق  ، حدثنا معمر ،  عن الزهري ،  عن سنان بن أبي سنان الديلي  ، عن  أبي واقد الليثي  قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين ، فمررنا بسدرة ، فقلت : يا نبي الله اجعل لنا هذه " ذات أنواط " ، كما للكفار ذات أنواط ، وكان الكفار ينوطون سلاحهم بسدرة ، ويعكفون حولها . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الله أكبر ، هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى : ( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة [ قال إنكم قوم تجهلون ]   ) إنكم تركبون سنن من قبلكم  " 
ورواه ابن أبي حاتم  ، من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني  ، عن أبيه عن جده مرفوعا 
 [ ص: 468 ] 
				
						
						
