( إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم  وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين   ( 19 ) ) 
يقول تعالى للكفار ( إن تستفتحوا   ) أي : تستنصروا وتستقضوا الله وتستحكموه أن يفصل بينكم وبين أعدائكم المؤمنين ، فقد جاءكم ما سألتم ، كما قال محمد بن إسحاق  وغيره ، عن الزهري ،  عن  عبد الله بن ثعلبة بن صعير  ؛ أن أبا جهل  قال يوم بدر   : اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة - وكان ذلك استفتاحا منه - فنزلت : ( إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح   ) إلى آخر الآية . 
وقال الإمام أحمد   : حدثنا  يزيد - يعني ابن هارون   - أخبرنا محمد بن إسحاق  ، حدثني الزهري ،  عن عبد الله بن ثعلبة   : أن أبا جهل  قال حين التقى القوم : اللهم ، أقطعنا للرحم ، وآتانا بما لا نعرف ، فأحنه الغداة ، فكان المستفتح . 
وأخرجه  النسائي  في التفسير من حديث ، صالح بن كيسان ،  عن الزهري ،  به وكذا رواه  الحاكم   . 
 [ ص: 33 ] في مستدركه من طريق الزهري ،  به وقال : صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه . وروي [ نحو ] هذا عن ابن عباس  ، ومجاهد ،  والضحاك ،  وقتادة ،  ويزيد بن رومان  ، وغير واحد . 
وقال  السدي   : كان المشركون حين خرجوا من مكة  إلى بدر ،  أخذوا بأستار الكعبة  فاستنصروا الله وقالوا : اللهم انصر أعلى الجندين ، وأكرم الفئتين ، وخير القبيلتين  . فقال الله : ( إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح   ) يقول : قد نصرت ما قلتم ، وهو محمد   - صلى الله عليه وسلم - . 
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم   : هو قوله تعالى إخبارا عنهم : ( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك [ فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ]   ) [ الأنفال : 32 ] . 
وقوله : ( وإن تنتهوا   ) أي : عما أنتم فيه من الكفر بالله والتكذيب لرسوله ، ( فهو خير لكم   ) أي : في الدنيا والآخرة . [ وقوله ] ( وإن تعودوا نعد   ) كقوله ( وإن عدتم عدنا   ) [ الإسراء : 8 ] معناه : وإن عدتم إلى ما كنتم فيه من الكفر والضلالة ، نعد لكم بمثل هذه الواقعة . 
وقال السدي : ( وإن تعودوا   ) أي : إلى الاستفتاح ) نعد ) إلى الفتح لمحمد   - صلى الله عليه وسلم - والنصر له ، وتظفيره على أعدائه ، والأول أقوى . 
( ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت   ) أي : ولو جمعتم من الجموع ما عسى أن تجمعوا ، فإن من كان الله معه فلا غالب له ، فإن الله مع المؤمنين ، وهم الحزب النبوي ، والجناب المصطفوي . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					