( تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم  فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم   ( 63 ) وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون   ( 64 ) والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون   ( 65 ) ) 
يذكر تعالى أنه أرسل إلى الأمم الخالية رسلا فكذبت الرسل ، فلك يا محمد  في إخوانك من المرسلين أسوة ، فلا يهيدنك تكذيب قومك لك ، وأما المشركون الذين كذبوا الرسل ، فإنما حملهم على ذلك تزيين الشيطان لهم ما فعلوه ، ( فهو وليهم اليوم   ) أي : هم تحت العقوبة والنكال ، والشيطان وليهم ، ولا يملك لهم خلاصا ، ولا صريخ لهم ولهم عذاب أليم . 
ثم قال تعالى لرسوله : أنه إنما أنزل عليه الكتاب ليبين للناس الذي يختلفون فيه ، فالقرآن فاصل بين الناس في كل ما يتنازعون فيه ) وهدى ) أي : للقلوب ، ( ورحمة ) أي : لمن تمسك به ، ( لقوم يؤمنون   ) 
وكما جعل تعالى القرآن حياة للقلوب الميتة بكفرها  ، كذلك يحيي [ الله ] الأرض بعد موتها بما ينزله عليها من السماء من ماء ، ( إن في ذلك لآية لقوم يسمعون   ) أي : يفهمون الكلام ومعناه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					