( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون    ( 97 ) ) 
هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا - وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه من ذكر أو أنثى من بني آدم ، وقلبه مؤمن بالله ورسوله ، وإن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله - بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة . 
والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت . وقد روي عن ابن عباس  وجماعة أنهم فسروها بالرزق الحلال الطيب . 
وعن  علي بن أبي طالب   - رضي الله عنه - أنه فسرها بالقناعة . وكذا قال ابن عباس  ، وعكرمة  ،  ووهب بن منبه   . 
وقال علي بن أبي طلحة  ، عن ابن عباس  أنها السعادة . 
وقال الحسن  ، ومجاهد  ، وقتادة   : لا يطيب لأحد حياة إلا في الجنة . 
وقال الضحاك   : هي الرزق الحلال والعبادة في الدنيا ، وقال الضحاك  أيضا : هي العمل بالطاعة والانشراح بها . 
والصحيح أن الحياة الطيبة تشمل هذا كله كما جاء في الحديث الذي رواه  الإمام أحمد   : حدثنا عبد الله بن يزيد  ، حدثنا  سعيد بن أبي أيوب  ، حدثني شرحبيل بن شريك  ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي  ، عن عبد الله بن عمرو  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :  " قد أفلح من أسلم ورزق كفافا ، وقنعه الله بما آتاه "  . 
ورواه مسلم  من حديث عبد الله بن يزيد المقرئ  به 
وروى الترمذي   والنسائي  من حديث أبي هانئ  ، عن أبي علي الجنبي  عن فضالة بن عبيد  أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :  " قد أفلح من هدي إلى الإسلام ، وكان عيشه كفافا ، وقنع به "  . وقال  [ ص: 602 ] الترمذي   : هذا حديث صحيح . 
وقال  الإمام أحمد  ، حدثنا يزيد  ، حدثنا همام  ، عن يحيى  ، عن قتادة  ، عن أنس بن مالك  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :  " إن الله لا يظلم المؤمن حسنة يعطى بها في الدنيا [ ويثاب عليها في الآخرة ، وأما الكافر فيعطيه حسناته في الدنيا ] حتى إذا أفضى إلى الآخرة ، لم تكن له حسنة يعطى بها خيرا " . انفرد بإخراجه مسلم   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					