[ ص: 540 ] القول في تأويل قوله ( ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما    ( 73 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول - جل ثناؤه - : " ولئن أصابكم فضل من الله   " : ولئن أظفركم الله بعدوكم فأصبتم منهم غنيمة ليقولن هذا المبطئ المسلمين عن الجهاد معكم في سبيل الله المنافق : " كأن لم يكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز   " بما أصيب معهم من الغنيمة : " فوزا عظيما   " . 
وهذا خبر من الله - تعالى ذكره - عن هؤلاء المنافقين أن شهودهم الحرب مع المسلمين إن شهدوها لطلب الغنيمة ، وإن تخلفوا عنها فللشك الذي في قلوبهم ، وأنهم لا يرجون لحضورها ثوابا ، ولا يخافون بالتخلف عنها من الله عقابا . 
وكان قتادة   وابن جريج  يقولان : إنما قال من قال من المنافقين إذا كان الظفر للمسلمين " : يا ليتني كنت معهم   " حسدا منهم لهم . 
9940 - حدثنا بشر بن معاذ  قال : حدثنا يزيد  قال : حدثنا سعيد  ، عن قتادة  قوله : ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما  قال : قول حاسد  . 
9941 - حدثنا القاسم  قال : حدثنا الحسين  قال : حدثني حجاج  ، عن  ابن جريج  قوله : " ولئن أصابكم فضل من الله   " قال : ظهور المسلمين على عدوهم فأصابوا الغنيمة " ليقولن " : يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما   " ، قال : قول الحاسد  . 
				
						
						
