[ ص: 29 ] القول في تأويل قوله ( فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا    ( 91 ) ) 
قال أبو جعفر   : يعني بذلك جل ثناؤه : فإن لم يعتزلكم - أيها المؤمنون - هؤلاء الذين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم ، وهم كلما دعوا إلى الشرك أجابوا إليه ويلقوا إليكم السلم  ، ولم يستسلموا إليكم فيعطوكم المقاد ويصالحوكم ، . كما : - 
10085 - حدثني المثنى  قال : حدثنا إسحاق  قال : حدثنا ابن أبي جعفر ،  عن أبيه ، عن الربيع   : " فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم   " ، قال : الصلح . 
ويكفوا أيديهم  ، يقول : ويكفوا أيديهم عن قتالكم ، فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم  ، يقول جل ثناؤه : إن لم يفعلوا ، فخذوهم أين أصبتموهم من الأرض ولقيتموهم فيها ، فاقتلوهم ، فإن دماءهم لكم حينئذ حلال وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا  يقول جل ثناؤه : وهؤلاء الذين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم ، وهم على ما هم عليه من الكفران ، ولم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم ، جعلنا لكم حجة في قتلهم أينما لقيتموهم ، بمقامهم على كفرهم ، وتركهم هجرة دار الشرك مبينا  يعني : أنها تبين عن استحقاقهم ذلك منكم ،  [ ص: 30 ] وإصابتكم الحق في قتلهم . وذلك قوله : سلطانا مبينا  و "السلطان" هو الحجة ، كما : - 
10086 - حدثني المثنى  قال : حدثنا قبيصة  قال : حدثنا سفيان ،  عن رجل ، عن عكرمة  قال : ما كان في القرآن من "سلطان" ، فهو : حجة  . 
10087 - حدثنا محمد بن الحسين  قال : حدثنا أحمد بن مفضل  قال : حدثنا أسباط ،  عن  السدي  قوله : " سلطانا مبينا   " أما "السلطان المبين" ، فهو الحجة . 
				
						
						
