[ ص: 553 ] القول في تأويل قوله تعالى ذكره : ( يا بني إسرائيل   ) 
 قال أبو جعفر :  يعني بقوله جل ثناؤه : " يا بني إسرائيل   " ولد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن  وكان يعقوب  يدعى " إسرائيل " بمعنى عبد الله وصفوته من خلقه . و " إيل " هو الله ، و " إسرا " هو العبد ، كما قيل : " جبريل " بمعنى عبد الله . وكما : 
798 - حدثنا ابن حميد ،  حدثنا جرير ،  عن الأعمش  عن إسماعيل بن رجاء ،  عن عمير مولى ابن عباس ،  عن ابن عباس   : أن إسرائيل كقولك : عبد الله . 
799 - وحدثنا ابن حميد ،  قال : حدثنا جرير ،  عن الأعمش ،  عن المنهال ،  عن عبد الله بن الحارث ،  قال : " إيل " الله بالعبرانية .  [ ص: 554 ] 
وإنما خاطب الله جل ثناؤه بقوله : " يا بني إسرائيل   " أحبار اليهود من بني إسرائيل ، الذين كانوا بين ظهراني مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنسبهم جل ذكره إلى يعقوب ،  كما نسب ذرية آدم  إلى آدم ،  فقال : ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد   ) [ سورة الأعراف : 31 ] وما أشبه ذلك . وإنما خصهم بالخطاب في هذه الآية والتي بعدها من الآي التي ذكرهم فيها نعمه - وإن كان قد تقدم ما أنزل فيهم وفي غيرهم في أول هذه السورة ما قد تقدم - أن الذي احتج به من الحجج والآيات التي فيها أنباء أسلافهم ، وأخبار أوائلهم ، وقصص الأمور التي هم بعلمها مخصوصون دون غيرهم من سائر الأمم ، ليس عند غيرهم من العلم بصحته وحقيقته مثل الذي لهم من العلم به ، إلا لمن اقتبس علم ذلك منهم . فعرفهم بإطلاع محمد على علمها - مع بعد قومه وعشيرته من معرفتها ، وقلة مزاولة محمد  صلى الله عليه وسلم دراسة الكتب التي فيها أنباء ذلك - أن محمدا  صلى الله عليه وسلم  [ ص: 555 ] لم يصل إلى علم ذلك إلا بوحي من الله وتنزيل منه ذلك إليه - لأنهم من علم صحة ذلك بمحل ليس به من الأمم غيرهم ، فلذلك جل ثناؤه خص بقوله : " يا بني إسرائيل   " خطابهم كما : 
800 - حدثنا به ابن حميد ،  قال : حدثنا سلمة ،  عن ابن إسحاق ،  عن محمد بن أبي محمد ،  عن عكرمة ،  أو عن سعيد بن جبير ،  عن ابن عباس ،  قوله : " يا بني إسرائيل   " قال : يا أهل الكتاب ، للأحبار من يهود . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					