القول في تأويل قوله ( يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا    ( 174 ) ) 
قال أبو جعفر   : يعني جل ثناؤه بقوله : " يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم   " ، يا أيها الناس من جميع أصناف الملل ، يهودها ونصاراها ومشركيها ، الذين قص الله جل ثناؤه قصصهم في هذه السورة" قد جاءكم برهان من ربكم   " ، يقول : قد جاءتكم حجة من الله تبرهن لكم بطول ما أنتم عليه مقيمون من أديانكم ومللكم ، وهو محمد  صلى الله عليه وسلم ، الذي جعله الله عليكم حجة قطع بها  [ ص: 428 ] عذركم ، وأبلغ إليكم في المعذرة بإرساله إليكم ، مع تعريفه إياكم صحة نبوته ، وتحقيق رسالته" وأنزلنا إليكم نورا مبينا   " ، يقول : وأنزلنا إليكم معه"نورا مبينا" ، يعني : يبين لكم المحجة الواضحة ، والسبل الهادية إلى ما فيه لكم النجاة من عذاب الله وأليم عقابه ، إن سلكتموها واستنرتم بضوئه . 
وذلك"النور المبين" ، هو القرآن الذي أنزله الله على محمد  صلى الله عليه وسلم . 
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
10858 - حدثنا محمد بن عمرو  قال : حدثنا أبو عاصم  قال : حدثنا عيسى ،  عن ابن أبي نجيح ،  عن مجاهد  في قول الله : " برهان من ربكم   " ، قال : حجة . 
10859 - حدثني المثنى  قال : حدثنا أبو حذيفة  قال : حدثنا شبل ،  عن ابن أبي نجيح ،  عن مجاهد ،  مثله . 
10860 - حدثنا بشر بن معاذ  قال : حدثنا يزيد  قال : حدثنا سعيد ،  عن قتادة  قوله : " يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم   " ، أي : بينة من ربكم"وأنزلنا إليكم نورا مبينا" ، وهو هذا القرآن . 
10861 - حدثنا محمد بن الحسين  قال : حدثنا أحمد بن مفضل  قال : حدثنا أسباط ،  عن  السدي   : " قد جاءكم برهان من ربكم   " ، يقول : حجة . 
10862 - حدثنا القاسم  قال : حدثنا الحسين  قال : حدثني حجاج ،  عن  ابن جريج   : "برهان" ، قال : بينة" وأنزلنا إليكم نورا مبينا   " ، قال : القرآن . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					