القول في تأويل قوله ( والمنخنقة    ) 
قال أبو جعفر   : اختلف أهل التأويل في صفة"إلانخناق" الذي عنى الله جل ثناؤه بقوله : "والمنخنقة" . 
فقال بعضهم بما : - 
11002 - حدثنا محمد بن الحسين  قال : حدثنا أحمد بن المفضل  قال : حدثنا أسباط  ، عن  السدي   : "والمنخنقة" ، قال : التي تدخل رأسها بين شعبتين من شجرة ، فتختنق فتموت  . 
11002 م - حدثنا ابن وكيع  قال : حدثنا أبو خالد الأحمر  ، عن جويبر  ، عن الضحاك  في المنخنقة ، قال : التي تختنق فتموت  . 
11003 - حدثنا الحسن بن يحيى  قال : أخبرنا عبد الرزاق  قال : حدثنا معمر  ، عن قتادة  في قوله : "والمنخنقة" ، التي تموت في خناقها  . 
وقال آخرون : هي التي توثق فيقتلها بالخناق وثاقها . 
ذكر من قال ذلك : 
11004 - حدثت عن الحسين  قال : سمعت أبا معاذ  يقول ، أخبرنا عبيد  قال : سمعت الضحاك  يقول في قوله : "والمنخنقة" ، قال : الشاة توثق ، فيقتلها خناقها ، فهي حرام  . 
 [ ص: 495 ] 
وقال آخرون : بل هي البهيمة من النعم ، كان المشركون يخنقونها حتى تموت ، فحرم الله أكلها . 
ذكر من قال ذلك : 
11005 - حدثني المثنى  قال : حدثنا عبد الله بن صالح  قال : حدثني معاوية  ، عن علي  ، عن ابن عباس   : "والمنخنقة" التي تخنق فتموت  . 
11006 - حدثنا بشر  قال : حدثنا يزيد  قال : حدثنا سعيد  ، عن قتادة   : "والمنخنقة" ، كان أهل الجاهلية يخنقون الشاة ، حتى إذا ماتت أكلوها  . 
وأولى هذه الأقوال بالصواب ، قول من قال : "هي التي تختنق ، إما في وثاقها ، وإما بإدخال رأسها في الموضع الذي لا تقدر على التخلص منه ، فتختنق حتى تموت" . 
وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب في تأويل ذلك من غيره ، لأن"المنخنقة" ، هي الموصوفة بالانخناق ، دون خنق غيرها لها ، ولو كان معنيا بذلك أنها مفعول بها ، لقيل : "والمخنوقة" ، حتى يكون معنى الكلام ما قالوا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					