القول في تأويل قوله ( وما ذبح على النصب   )  
قال أبو جعفر   : يعني بقوله جل ثناؤه : " وما ذبح على النصب   " ، وحرم عليكم أيضا الذي ذبح على النصب . 
ف"ما" في قوله : "وما ذبح " ، رفع ، عطفا على"ما" التي في قوله : "وما أكل السبع" . 
 [ ص: 508 ] 
و" النصب " ، الأوثان من الحجارة ، جماعة أنصاب كانت تجمع في الموضع من الأرض ، فكان المشركون يقربون لها ، وليست بأصنام . 
وكان  ابن جريج  يقول في صفته ما : - 
11048 - حدثنا القاسم  قال : حدثنا الحسين  قال : حدثني حجاج  قال : قال  ابن جريج   : " النصب " ليست بأصنام ، "الصنم" يصور وينقش ، وهذه حجارة تنصب ، ثلثمائة وستون حجرا منهم من يقول ثلثمائة منها لخزاعة  فكانوا إذا ذبحوا نضحوا الدم على ما أقبل من البيت وشرحوا اللحم وجعلوه على الحجارة . فقال المسلمون : يا رسول الله ، كان أهل الجاهلية يعظمون البيت بالدم ، فنحن أحق أن نعظمه! فكأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكره ذلك ، فأنزل الله : ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها   )  [ سورة الحج : 37 ] . 
ومما يحقق قول  ابن جريج  في أن"الأنصاب" غير"الأصنام" ، ما : - 
11049 - حدثنا به ابن وكيع  قال : حدثنا ابن عيينة  ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد   : "وما ذبح على النصب " ، قال : حجارة كان يذبح عليها أهل الجاهلية  . 
11050 - حدثني محمد بن عمرو  قال : حدثنا أبو عاصم  قال : حدثنا عيسى  ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد  في قول الله : " النصب " ، قال : حجارة حول الكعبة ، يذبح عليها أهل الجاهلية ، ويبدلونها إذا شاءوا بحجارة أعجب إليهم منها  . 
 [ ص: 509 ] 
11051 - حدثني المثنى  قال : حدثنا أبو حذيفة  قال : حدثنا شبل  ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد  ، مثله . 
11052 - حدثنا بشر بن معاذ  قال : حدثنا يزيد  قال : حدثنا سعيد  ، عن قتادة   : "وما ذبح على النصب " ، و" النصب " : حجارة كان أهل الجاهلية يعبدونها ، ويذبحون لها ، فنهى الله عن ذلك  . 
11053 - حدثنا الحسن بن يحيى  قال : أخبرنا عبد الرزاق  قال : أخبرنا معمر  ، عن قتادة  في قوله : "وما ذبح على النصب " ، يعني : أنصاب الجاهلية  . 
11054 - حدثنا المثنى  قال : حدثنا أبو صالح  قال : حدثني معاوية  ، عن علي بن أبي طلحة  ، عن ابن عباس   : "وما ذبح على النصب" ، و" النصب " ، أنصاب كانوا يذبحون ويهلون عليها  . 
11055 - حدثنا ابن حميد  قال : حدثنا حكام  ، عن عنبسة  ، عن محمد بن عبد الرحمن  ، عن القاسم بن أبي بزة  ، عن مجاهد  قوله : "وما ذبح على النصب " ، قال : كان حول الكعبة حجارة كان يذبح عليها أهل الجاهلية ، ويبدلونها إذا شاءوا بحجر هو أحب إليهم منها  . 
11056 - حدثت عن الحسين  قال : سمعت أبا معاذ  يقول ، أخبرنا عبيد  قال : سمعت الضحاك بن مزاحم  يقول : "الأنصاب" ، حجارة كانوا يهلون لها ، ويذبحون عليها  . 
11057 - حدثني يونس  قال : أخبرنا ابن وهب  قال : قال ابن زيد  في قوله : "وما ذبح على النصب " ، قال : "ما ذبح على النصب " و"ما أهل لغير الله به" ، وهو واحد  . 
				
						
						
