القول في تأويل قوله جل وعز ( ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا    ) 
قال أبو جعفر   : وهذا تسلية من الله تعالى ذكره نبيه محمدا  صلى الله عليه وسلم من حزنه على مسارعة الذين قص قصتهم من اليهود والمنافقين في هذه الآية . يقول له تعالى ذكره : لا يحزنك تسرعهم إلى جحود نبوتك ، فإني قد حتمت عليهم أنهم  [ ص: 317 ] لا يتوبون من ضلالتهم ، ولا يرجعون عن كفرهم ، للسابق من غضبي عليهم . وغير نافعهم حزنك على ما ترى من تسرعهم إلى ما جعلته سببا لهلاكهم واستحقاقهم وعيدي . 
ومعنى"الفتنة " في هذا الموضع : الضلالة عن قصد السبيل . 
يقول تعالى ذكره : ومن يرد الله ، يا محمد ،  مرجعه بضلالته عن سبيل الهدى ، فلن تملك له من الله استنقاذا مما أراد الله به من الحيرة والضلالة . فلا تشعرنفسك الحزن على ما فاتك من اهتدائه للحق ، كما : - 
11940 - حدثني محمد بن الحسين  قال ، حدثنا أحمد بن مفضل  قال ، حدثنا أسباط ،  عن  السدي   : " ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا   " . 
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 
				
						
						
