القول في تأويل قوله ( سبحانه وتعالى عما يصفون    ( 100 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول تعالى ذكره : تنزه الله ، وعلا فارتفع عن الذي يصفه به هؤلاء الجهلة من خلقه ، في ادعائهم له شركاء من الجن ، واختراقهم له بنين وبنات ، وذلك لا ينبغي أن يكون من صفته ؛ لأن ذلك من صفة خلقه الذين يكون منهم الجماع الذي يحدث عنه الأولاد ، والذين تضطرهم لضعفهم الشهوات إلى اتخاذ الصاحبة لقضاء اللذات ، وليس الله تعالى ذكره بالعاجز فيضطره شيء إلى شيء ، ولا بالضعيف المحتاج فتدعوه حاجته إلى النساء إلى اتخاذ صاحبة لقضاء لذة . 
وقوله : " تعالى " ، " تفاعل " من " العلو " ، والارتفاع . 
وروي عن قتادة  في تأويل قوله : " عما يصفون " ، أنه : يكذبون . 
13692 - حدثنا بشر  قال : حدثنا يزيد  قال : حدثنا سعيد  ، عن قتادة   :  [ ص: 11 ]  " سبحانه وتعالى عما يصفون " ، عما يكذبون . 
وأحسب أن قتادة  عنى بتأويله ذلك كذلك ، أنهم يكذبون في وصفهم الله بما كانوا يصفونه به ، من ادعائهم له بنين وبنات لا أنه وجه تأويل " الوصف " إلى الكذب . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					