القول في تأويل قوله تعالى ( ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل    ( 107 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول جل ثناؤه لنبيه محمد  صلى الله عليه وسلم : أعرض عن هؤلاء المشركين بالله ، ودع عنك جدالهم وخصومتهم ومسابتهم ( ولو شاء الله ما أشركوا   ) ،  [ ص: 33 ] يقول : لو أراد ربك هدايتهم واستنقاذهم من ضلالتهم ، للطف لهم بتوفيقه إياهم فلم يشركوا به شيئا ، ولآمنوا بك فاتبعوك وصدقوا ما جئتهم به من الحق من عند ربك ( وما جعلناك عليهم حفيظا   ) ، يقول جل ثناؤه : وإنما بعثتك إليهم رسولا مبلغا ، ولم نبعثك حافظا عليهم ما هم عاملوه ، تحصي ذلك عليهم ، فإن ذلك إلينا دونك ( وما أنت عليهم بوكيل   ) ، يقول : ولست عليهم بقيم تقوم بأرزاقهم وأقواتهم ولا بحفظهم ، فيما لم يجعل إليك حفظه من أمرهم . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
13737 - حدثني المثنى  قال : حدثنا عبد الله بن صالح  قال : حدثني معاوية بن صالح  ، عن علي بن أبي طلحة  ، عن ابن عباس  قوله : ( ولو شاء الله ما أشركوا   ) ، يقول سبحانه : لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين . 
				
						
						
