[ ص: 501 ] القول في تأويل قوله ( أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون   ( 63 ) )  
قال أبو جعفر   : وهذا أيضا خبر من الله عز ذكره عن قيل نوح  لقومه أنه قال لهم ، إذ ردوا عليه النصيحة في الله ، وأنكروا أن يكون الله بعثه نبيا ، وقالوا له : ( ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين   ) ، [ سورة هود : 27 ] : " أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم   " ، يقول : أوعجبتم أن جاءكم تذكير من الله وعظة ، يذكركم بما أنزل ربكم " على رجل منكم   " ، قيل : معنى قوله : " على رجل منكم   " ، مع رجل منكم " لينذركم " ، يقول : لينذركم بأس الله ويخوفكم عقابه على كفركم به " ولتتقوا " ، يقول : وكي تتقوا عقاب الله وبأسه ، بتوحيده وإخلاص الإيمان به ، والعمل بطاعته " ولعلكم ترحمون   " ، يقول : وليرحمكم ربكم إن اتقيتم الله ، وخفتموه وحذرتم بأسه . 
وفتحت " الواو " من قوله : " أو عجبتم " ، لأنها واو عطف ، دخلت عليها ألف استفهام . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					