[ ص: 554 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين    ( 4 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد  صلى الله عليه وسلم : وإن كنت يا محمد ،  لمن الغافلين عن نبأ يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم  إذ قال لأبيه يعقوب بن إسحاق   : ( يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا   ) ; يقول : إني رأيت في منامي أحد عشر كوكبا . 
وقيل : إن رؤيا الأنبياء كانت وحيا . 
18778 حدثنا ابن بشار  ، قال : حدثنا أبو أحمد  ، قال : حدثنا سفيان  ، عن  سماك بن حرب  ، عن سعيد بن جبير  ، عن ابن عباس  في قوله : ( إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين   ) ، قال : كانت رؤيا الأنبياء  وحيا  . 
18779 وحدثنا ابن وكيع  ، قال : حدثنا أبو أسامة  ، عن سفيان  ، عن سماك  ، عن سعيد بن جبير  ، عن ابن عباس   : ( إني رأيت أحد عشر كوكبا   ) ، قال : كانت الرؤيا فيهم وحيا  .  [ ص: 555 ] 
وذكر أن الأحد العشر الكوكب التي رآها في منامه ساجدة مع الشمس والقمر ، ما : 
18780 - حدثني علي بن سعيد الكندي  ، قال : حدثنا الحكم بن ظهير  ، عن  السدي  ، عن عبد الرحمن بن سابط  ، عن جابر  ، قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من يهود يقال له" بستانة اليهودي   " ، فقال له : يا محمد ،  أخبرني عن الكواكب التي رآها يوسف  ساجدة له ، ما أسماؤها؟ قال : فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يجبه بشيء ، ونزل عليه جبريل  وأخبره بأسمائها . 
قال : فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ، فقال : هل أنت مؤمن إن أخبرتك بأسمائها؟ قال : نعم! فقال : جربان والطارق ، والذيال ، وذو الكنفات ، وقابس ، ووثاب وعمودان ، والفليق ، والمصبح ، والضروح ، وذو الفرغ ، والضياء ، والنور" . فقال اليهودي : والله إنها لأسماؤها!  [ ص: 556 ] 
وقوله : ( والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين   ) يقول : والشمس والقمر رأيتهم في منامي سجودا . 
وقال" ساجدين" ، والكواكب والشمس والقمر إنما يخبر عنها ب"فاعلة" و"فاعلات" لا بالواو والنون ، [ لأن الواو والنون ] إنما هي علامة جمع أسماء ذكور بني آدم ، أو الجن ، أو الملائكة . وإنما قيل ذلك كذلك ، لأن"السجود" من أفعال من يجمع أسماء ذكورهم بالياء والنون ، أو الواو والنون ، فأخرج جمع أسمائها مخرج جمع أسماء من يفعل ذلك ، كما قيل : ( يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم   ) ، [ سورة النمل : 18 ] . 
وقال : "رأيتهم" وقد قيل" : إني رأيت أحد عشر كوكبا" ، فكرر الفعل ، وذلك على لغة من قال : "كلمت أخاك كلمته" ، توكيدا للفعل بالتكرير . 
وقد قيل : إن الكواكب الأحد عشر كانت إخوته ، والشمس والقمر أبويه . 
ذكر من قال ذلك : 
18781 - حدثنا بشر  ، قال ، حدثنا يزيد  ، قال : حدثنا سعيد  ، عن قتادة  ، قوله : " ( إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا   ) إخوته ، أحد عشر كوكبا" والشمس والقمر" ، يعني بذلك : أبويه 
18782 - حدثني الحارث  ، قال : حدثنا عبد العزيز  قال ، حدثنا شريك  ، عن  السدي  ، في قوله : "إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر" . . . الآية ، قال : رأى أبويه وإخوته سجودا له فإذا قيل له : عمن؟ قال إن كان حقا ، فإن ابن عباس  فسره . 
18783 - حدثنا الحسن بن يحيى  ، قال : أخبرنا  [ ص: 557 ] عبد الرزاق  ، قال ، أخبرنا معمر  ، عن قتادة  ، في قوله" أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين   " قال : الكواكب : إخوته ، والشمس والقمر : أبواه  . 
18784 - حدثنا القاسم  قال ، حدثنا الحسين  ، قال : حدثني حجاج  ، عن  ابن جريج  ، قوله : " إني رأيت أحد عشر كوكبا" إخوته "والشمس" ، أمه"والقمر" أبوه  . 
18785 - حدثنا ابن بشار  قال ، حدثنا أبو أحمد  ، قال ، قال سفيان :  كان أبويه وإخوته 
18786 - حدثت عن الحسين بن الفرج  ، قال : سمعت أبا معاذ  ، قال : حدثنا عبيد بن سليمان  ، قال : سمعت الضحاك  ، قوله : " إني رأيت أحد عشر كوكبا" هم إخوة يوسف    " والشمس والقمر" ، هما أبواه  . 
18787 - حدثني يونس  ، قال ، أخبرنا ابن وهب  ، قال ، قال ابن زيد  ، في قوله : "يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا" الآية ، قال : أبواه وإخوته . قال : فنعاه إخوته ، وكانوا أنبياء ، فقالوا : ما رضي أن يسجد له إخوته حتى سجد له أبواه! حين بلغهم  . 
وروي عن ابن عباس  أنه قال" : الكواكب" إخوته ، "والشمس والقمر" ، أبوه وخالته من وجه غير محمود ، فكرهت ذكره . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					