القول في تأويل قوله تعالى : ( قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا    ( 95 ) ) 
يقول تعالى ذكره لنبيه : قل يا محمد  لهؤلاء الذين أبوا الإيمان بك وتصديقك فيما جئتهم به من عندي ، استنكارا لأن يبعث الله رسولا من البشر : لو كان أيها الناس في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين ، لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا لأن الملائكة إنما تراهم أمثالهم من الملائكة ، ومن خصه الله من بني آدم  برؤيتها ، فأما غيرهم فلا يقدرون على رؤيتها فكيف يبعث إليهم من الملائكة الرسل ، وهم لا يقدرون على رؤيتهم وهم بهيئاتهم التي خلقهم الله بها ، وإنما يرسل إلى البشر الرسول منهم ، كما لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين ، ثم أرسلنا إليهم رسولا أرسلناه منهم ملكا مثلهم . 
				
						
						
