القول في تأويل قوله تعالى : ( يسبحون الليل والنهار لا يفترون   ( 20 ) أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون   ( 21 ) ) 
 يقول تعالى ذكره : يسبح هؤلاء الذين عنده من ملائكة ربهم الليل والنهار لا يفترون من تسبيحهم إياه . 
كما حدثني يعقوب  قال : ثنا  ابن علية  قال : أخبرنا حميد  عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث  عن أبيه أن ابن عباس  سأل كعبا  عن قوله : ( يسبحون الليل والنهار لا يفترون ) و ( يسبحون الليل والنهار لا يسأمون ) فقال : هل يئودك طرفك ؟ هل يئودك نفسك ؟ قال : لا ، قال : فإنهم ألهموا التسبيح كما ألهمتم الطرف والنفس  . 
 [ ص: 424 ] حدثنا القاسم  قال : ثنا الحسين  قال : ثني أبو معاوية  عن  أبي إسحاق الشيباني  عن حسان بن مخارق  عن عبد الله بن الحارث  قال : قلت :  لكعب الأحبار   ( يسبحون الليل والنهار لا يفترون ) أما يشغلهم رسالة أو عمل ؟ قال : يا ابن أخي إنهم جعل لهم التسبيح ، كما جعل لكم النفس ، ألست تأكل وتشرب وتقوم وتقعد وتجيء وتذهب وأنت تنفس ؟ قلت : بلى قال : فكذلك جعل لهم التسبيح  . 
حدثنا ابن بشار  قال : ثنا عبد الرحمن  وأبو داود  قالا ثنا عمران القطان  عن قتادة  عن  سالم بن أبي الجعد  عن معدان بن أبي طلحة  عن عمرو البكالي  عن عبد الله بن عمر  قال : إن الله خلق عشرة أجزاء ، فجعل تسعة أجزاء الملائكة ، وجزءا سائر الخلق ، وجزأ الملائكة عشرة أجزاء ، فجعل تسعة أجزاء يسبحون الليل والنهار لا يفترون ، وجزءا لرسالته ، وجزأ الخلق عشرة أجزاء ، فجعل تسعة أجزاء الجن ، وجزءا سائر بني آدم ، وجزأ بني آدم عشرة أجزاء ، فحمل يأجوج ومأجوج تسعة أجزاء وجزءا سائر بني آدم  . 
حدثنا بشر  قال : ثنا يزيد  قال : ثنا سعيد  عن قتادة  قوله ( يسبحون الليل والنهار لا يفترون   ) يقول : الملائكة الذين هم عند الرحمن لا يستكبرون عن عبادته  ، ولا يسأمون فيها  . 
وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس مع أصحابه ، إذ قال : " تسمعون ما أسمع ؟ قالوا : ما نسمع من شيء يا نبي الله ، قال : إني لأسمع أطيط السماء ، وما تلام أن تئط وليس فيها موضع راحة إلا وفيه ملك ساجد أو قائم " . 
وقوله ( أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون   ) يقول تعالى ذكره : أتخذ هؤلاء المشركون آلهة من الأرض هم ينشرون؟ : يعني بقوله " هم " الآلهة ، يقول : هذه الآلهة التي اتخذوها تنشر الأموات ، يقول : يحيون الأموات ، وينشرون الخلق ، فإن الله هو الذي يحيي ويميت . 
كما حدثني محمد بن عمرو  قال : ثنا أبو عاصم  قال : ثني عيسى   " ح " وحدثني الحارث  قال : ثنا الحسن  قال : ثنا ورقاء  جميعا ، عن ابن أبي نجيح  عن مجاهد  قوله ( ينشرون ) يقول : يحيون  .  [ ص: 425 ] حدثني يونس  قال : أخبرنا ابن وهب  قال : قال ابن زيد  في قوله ( أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون   ) يقول : أفي آلهتهم أحد يحيي ذلك ينشرون ، وقرأ قول الله ( قل من يرزقكم من السماء والأرض   ) . . . إلى قوله ( فما لكم كيف تحكمون   ) . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					