القول في تأويل قوله تعالى : ( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير    ( 62 ) )  [ ص: 676 ] يعني تعالى ذكره بقوله ( ذلك ) هذا الفعل الذي فعلت من إيلاجي الليل في النهار ، وإيلاجي النهار في الليل ، لأني أنا الحق الذي لا مثل لي ولا شريك ولا ند ، وأن الذي يدعوه هؤلاء المشركون إلها من دونه هو الباطل الذي لا يقدر على صنعة شيء ، بل هو المصنوع ، يقول لهم تعالى ذكره : أفتتركون أيها الجهال عبادة من منه النفع وبيده الضر وهو القادر على كل شيء ، وكل شيء دونه ، وتعبدون الباطل الذي لا تنفعكم عبادته . وقوله : ( وأن الله هو العلي الكبير   ) يعني بقوله : ( العلي ) ذو العلو على كل شيء ، هو فوق كل شيء وكل شيء دونه . ( الكبير ) يعني العظيم ، الذي كل شيء دونه ولا شيء أعظم منه . 
وكان  ابن جريج  يقول في قوله : ( وأن ما يدعون من دونه هو الباطل   ) ما : حدثنا القاسم  ، قال : ثنا الحسين  ، قال : ثني حجاج  ، قال : قال  ابن جريج  ، في قوله : ( وأن ما يدعون من دونه هو الباطل   ) قال : الشيطان . 
واختلفت القراء في قراءة قوله : ( وأن ما يدعون من دونه   ) فقرأته عامة قراء العراق والحجاز : " تدعون " بالتاء على وجه الخطاب; وقرأته عامة قراء العراق غير عاصم بالياء على وجه الخبر ، والياء أعجب القراءتين إلي ، لأن ابتداء الخبر على وجه الخطاب . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					