القول في تأويل قوله تعالى : ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم    ( 21 ) ) 
يقول تعالى ذكره : ولولا فضل الله عليكم أيها الناس ورحمته لكم ، ما تطهر منكم من أحد أبدا من دنس ذنوبه وشركه ، ولكن الله يطهر من يشاء من خلقه . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني علي ،  قال : ثنا عبد الله ،  قال : ثني معاوية ،  عن علي ،  عن ابن عباس ،  قوله : ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا   ) يقول : ما اهتدى منكم من الخلائق لشيء من الخير ينفع به نفسه ، ولم يتق شيئا من الشر يدفعه عن نفسه  . 
حدثني يونس ،  قال : أخبرنا ابن وهب ،  قال : قال ابن زيد ،  في قوله : ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا   ) قال : ما زكى : ما أسلم ، وقال : كل شيء في القرآن من زكى أو تزكى ، فهو الإسلام  . 
وقوله : ( والله سميع عليم ) يقول : والله سميع لما تقولون بأفواهكم ، وتلقونه بألسنتكم ، وغير ذلك من كلامكم ، عليم بذلك كله وبغيره من أموركم ، محيط به ، محصيه عليكم ، ليجازيكم بكل ذلك . 
				
						
						
