القول في تأويل قوله تعالى : ( يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون    ( 3 ) ) 
يقول - تعالى ذكره - للمشركين به من قوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قريش : ( يا أيها الناس اذكروا نعمة الله   ) التي أنعمها ( عليكم ) بفتحه لكم من خيراته ما فتح ، وبسطه لكم من العيش ما بسط ، وفكروا فانظروا هل من خالق سوى فاطر السماوات والأرض الذي بيده مفاتيح أرزاقكم ومغالقها ( يرزقكم من السماء والأرض   ) فتعبدوه  [ ص: 438 ] دونه ( لا إله إلا هو ) يقول : لا معبود تنبغي له العبادة إلا الذي فطر السماوات والأرض ، القادر على كل شيء ، الذي بيده مفاتح الأشياء وخزائنها ، ومغالق ذلك كله ، فلا تعبدوا أيها الناس شيئا سواه ، فإنه لا يقدر على نفعكم وضركم سواه ، فله فأخلصوا العبادة وإياه فأفردوا بالألوهة ( فأنى تؤفكون ) يقول : فأي وجه عن خالقكم ورازقكم الذي بيده نفعكم وضركم تصرفون . 
كما حدثنا بشر  قال : ثنا يزيد  قال : ثنا سعيد ،  عن قتادة  قوله ( فأنى تؤفكون ) يقول الرجل : إنه ليؤفك عني كذا وكذا . وقد بينت معنى الإفك ، وتأويل قوله ( تؤفكون ) فيما مضى بشواهده المغنية عن تكريره . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					