القول في تأويل قوله تعالى : ( قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون    ( 39 ) من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم   ( 40 ) ) 
يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد   - صلى الله عليه وسلم - : قل يا محمد  لمشركي قومك ، الذين اتخذوا الأوثان والأصنام آلهة يعبدونها من دون الله اعملوا - أيها القوم - على تمكنكم من العمل الذي تعملون ومنازلكم . 
كما حدثني محمد بن عمرو  قال : ثنا أبو عاصم  قال : ثنا عيسى ،   [ ص: 297 ] وحدثني الحارث  قال : ثنا الحسن  قال : ثنا ورقاء  جميعا ، عن ابن أبي نجيح  عن مجاهد  قوله : ( على مكانتكم ) قال : على ناحيتكم ( إني عامل ) كذلك على تؤدة على عمل من سلف من أنبياء الله قبلي ( فسوف تعلمون ) إذا جاءكم بأس الله من المحق منا من المبطل ، والرشيد من الغوي  . 
وقوله : ( من يأتيه عذاب   ) يقول - تعالى ذكره - : من يأتيه عذاب يخزيه ، ما أتاه من ذلك العذاب ، يعني : يذله ويهينه ( ويحل عليه عذاب مقيم   ) يقول : وينزل عليه عذاب دائم لا يفارقه . 
				
						
						
