[ ص: 128 ] القول في تأويل قوله تعالى ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون    ( 141 ) ) 
قال أبو جعفر   : يعني تعالى ذكره بقوله : "تلك أمة " ، إبراهيم  وإسماعيل  وإسحاق  ويعقوب  والأسباط . كما : - 
2140 - حدثنا بشر بن معاذ  قال : حدثنا يزيد  ، عن سعيد  ، عن قتادة  قوله تعالى : "تلك أمة قد خلت " ، يعني : إبراهيم  وإسماعيل  وإسحاق  ويعقوب  والأسباط . 
2141 - حدثني المثنى  قال : حدثنا إسحاق  قال : حدثنا عبد الله بن أبي جعفر  ، عن أبيه ، عن الربيع  بمثله . 
قال أبو جعفر   : وقد بينا فيما مضى أن "الأمة " : الجماعة . 
فمعنى الآية إذا : قل يا محمد  لهؤلاء الذين يجادلونك في الله من اليهود  والنصارى ،  إن كتموا ما عندهم من الشهادة في أمر إبراهيم  ومن سمينا معه ، وأنهم كانوا مسلمين ، وزعموا أنهم كانوا هودا أو نصارى ، فكذبوا : إن إبراهيم  وإسماعيل  وإسحاق  ويعقوب  والأسباط أمة قد خلت - أي مضت لسبيلها - فصارت إلى ربها ، وخلت بأعمالها وآمالها ، لها عند الله ما كسبت من خير في أيام حياتها ، وعليها ما اكتسبت من شر ، لا ينفعها غير صالح أعمالها ، ولا يضرها إلا سيئها . فاعلموا أيها اليهود  والنصارى  ذلك ، فإنكم ، إن كان هؤلاء - وهم الذين  [ ص: 129 ] بهم تفتخرون ، وتزعمون أن بهم ترجون النجاة من عذاب ربكم ، مع سيئاتكم وعظيم خطيئاتكم - لا ينفعهم عند الله غير ما قدموا من صالح الأعمال ، ولا يضرهم غير سيئها ، فأنتم كذلك أحرى أن لا ينفعكم عند الله غير ما قدمتم من صالح الأعمال ، ولا يضركم غير سيئها . فاحذروا على أنفسكم ، وبادروا خروجها بالتوبة والإنابة إلى الله مما أنتم عليه من الكفر والضلالة والفرية على الله وعلى أنبيائه ورسله ، ودعوا الاتكال على فضائل الآباء والأجداد ، فإنما لكم ما كسبتم ، وعليكم ما اكتسبتم ، ولا تسألون عما كان إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط يعملون من الأعمال ، لأن كل نفس قدمت على الله يوم القيامة ، فإنما تسأل عما كسبت وأسلفت ، دون ما أسلف غيرها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					