القول في تأويل قوله تعالى ( قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم    ( 142 ) ) 
قال أبو جعفر   : يعني بذلك عز وجل : قل يا محمد   - لهؤلاء الذين قالوا لك ولأصحابك : ما ولاكم عن قبلتكم من بيت المقدس ،  التي كنتم على التوجه إليها ، إلى التوجه إلى شطر المسجد الحرام ؟   - : لله ملك المشرق والمغرب يعني بذلك : ملك ما بين قطري مشرق الشمس ، وقطري مغربها ، وما بينهما من العالم يهدي من يشاء من خلقه ، فيسدده ، ويوفقه إلى الطريق القويم ، وهو "الصراط  [ ص: 141 ] المستقيم " - ويعني بذلك : إلى قبلة إبراهيم  الذي جعله للناس إماما - ويخذل من يشاء منهم ، فيضله عن سبيل الحق . 
وإنما عنى جل ثناؤه بقوله : "يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم " ، قل يا محمد   : إن الله هدانا بالتوجه شطر المسجد الحرام لقبلة إبراهيم ، وأضلكم - أيها اليهود والمنافقون وجماعة الشرك بالله - فخذلكم عما هدانا له من ذلك . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					