[ ص: 83 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان   ( 76 ) فبأي آلاء ربكما تكذبان   ( 77 ) تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام    ( 78 ) ) 
يقول - تعالى ذكره - : ينعم هؤلاء الذين أكرمهم - جل ثناؤه - هذه الكرامة ، التي وصفها في هذه الآيات ، في الجنتين اللتين وصفهما ( متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان   ) . 
واختلف أهل التأويل في معنى الرفرف ، فقال بعضهم : هي رياض الجنة ، واحدتها : رفرفة . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا ابن بشار  قال : ثنا شعبة  ، عن أبي بشر  ، عن سعيد بن جبير  أنه قال في هذه الآية ( متكئين على رفرف خضر   ) قال : رياض الجنة  . 
حدثنا عباس بن محمد  قال : ثنا أبو نوح  قال : أخبرنا شعبة  ، عن أبي بشر  ، عن سعيد بن جبير  مثله . 
حدثني يعقوب بن إبراهيم  قال : ثنا سعيد بن جبير  في قوله : ( متكئين على رفرف خضر   ) قال : الرفرف : رياض الجنة  . 
وقال آخرون : هي المحابس . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني علي  قال : ثنا أبو صالح  قال : ثني معاوية  ، عن علي  ، عن ابن عباس  في قوله : ( متكئين على رفرف خضر   ) يقول : المحابس  . 
حدثني محمد بن سعد  قال : ثني أبي قال : ثني عمي . قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس  قوله : ( متكئين على رفرف خضر   ) : قال : الرفرف فضول المحابس والبسط  .  [ ص: 84 ] 
حدثني يعقوب  قال : ثنا  ابن علية  ، عن أبي رجاء  ، عن الحسن  في قوله : ( متكئين على رفرف خضر   ) قال : هي البسط . أهل المدينة  يقولون : هي البسط  . 
حدثنا ابن حميد  قال : ثنا مهران  ، عن سفيان  ، عن سلمة بن كهيل الحضرمي  ، عن رجل يقال له : غزوان  ، ( رفرف خضر   ) قال : فضول المحابس . 
قال : ثنا مهران  ، عن سفيان  ، عن هارون  ، عن عنترة  ، عن أبيه قال : فضول الفرش والمحابس . 
حدثنا ابن بشار  قال : ثنا عبد الرحمن  قال : ثنا سفيان  ، عن مروان  في قوله : ( رفرف خضر   ) قال : فضول المحابس . 
حدثنا بشر  قال : ثنا يزيد  قال : ثنا سعيد  ، عن قتادة  قوله : ( متكئين على رفرف خضر   ) قال : الرفرف الخضر : المحابس  . 
حدثنا ابن عبد الأعلى  قال : ثنا ابن ثور  ، عن معمر  ، عن قتادة   ( رفرف خضر   ) قال : محابس خضر . 
حدثت عن الحسين  قال : سمعت أبا معاذ  يقول : أخبرنا عبيد  قال : سمعت الضحاك  يقول في قوله : ( رفرف خضر   ) قال : هي المحابس . 
حدثني يونس  قال : أخبرنا ابن وهب  قال : قال ابن زيد  في قوله : ( متكئين على رفرف خضر   ) قال : الرفرف : المحابس . 
وقال آخرون : بل هي المرافق . 
حدثنا بشر  قال : ثنا يزيد  قال : ثنا سعيد  ، عن قتادة  قال : قال الحسن   : الرفرف : مرافق خضر ، وأما العبقري ، فإنه الطنافس الثخان ، وهي جماع واحدها : عبقرية . وقد ذكر أن العرب تسمي كل شيء من البسط عبقريا . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .  [ ص: 85 ] 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني علي  قال : ثنا أبو صالح  قال : ثني معاوية  ، عن علي  ، عن ابن عباس  قوله : ( وعبقري حسان   ) قال : الزرابي  . 
حدثني محمد بن سعد  قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس   ( وعبقري حسان   ) قال : العبقري : الزرابي الحسان  . 
حدثني يعقوب  قال : ثنا هشيم  ، عن أبي بشر  ، عن سعيد بن جبير  في قوله : ( وعبقري حسان   ) قال : العبقري : عتاق الزرابي  . 
حدثنا بشر  قال : ثنا يزيد  قال : ثنا سعيد  ، عن قتادة  قال : العبقري الزرابي  . 
حدثنا ابن بشار  قال : ثنا محمد بن مروان  قال : ثنا أبو العوام  ، عن قتادة   ( وعبقري حسان   ) قال : الزرابي  . 
حدثنا ابن عبد الأعلى  قال : ثنا ابن ثور  ، عن معمر  ، عن قتادة   ( وعبقري حسان   ) قال : زرابي  . 
حدثي يونس  قال : أخبرنا ابن وهب  قال : قال ابن زيد  في قوله : ( وعبقري حسان   ) قال : العبقري : الطنافسي  . 
وقال آخرون : العبقري : الديباج . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا ابن حميد  قال : ثنا مهران  ، عن سفيان  ، عن مجاهد   ( وعبقري حسان   ) قال : هو الديباج . والقراء في جميع الأمصار على قراءة ذلك ( على رفرف خضر وعبقري حسان   ) بغير ألف في كلا الحرفين . وذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خبر غير محفوظ ، ولا صحيح السند : " على رفارف خضر وعباقري " بالألف والإجراء . وذكر عن زهير الفرقبي  أنه كان يقرأ " على  [ ص: 86 ] رفارف خضر " بالألف وترك الإجراء ، " وعباقري حسان " بالألف أيضا ، وبغير إجراء . وأما الرفارف في هذه القراءة ، فإنها قد تحتمل وجه الصواب . وأما العباقري ، فإنه لا وجه له في الصواب عند أهل العربية ؛ لأن ألف الجماع لا يكون بعدها أربعة أحرف ، ولا ثلاثة صحاح . وأما القراءة الأولى التي ذكرت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فلو كانت صحيحة ، لوجب أن تكون الكلمتان غير مجراتين . 
وقوله : ( فبأي آلاء ربكما تكذبان   ) يقول - تعالى ذكره - : فبأي نعم ربكما التي أنعم عليكم - من إكرامه أهل الطاعة منكم هذه الكرامة - تكذبان . 
وقوله ( تبارك اسم ربك   ) يقول - تعالى ذكره - : تبارك ذكر ربك يا محمد ،   ( ذي الجلال   ) : يعني ذي العظمة ، ( والإكرام ) يعني : ومن له الإكرام من جميع خلقه . 
كما حدثني علي  قال : ثنا أبو صالح  قال : ثني معاوية  ، عن علي  ، عن ابن عباس  قوله : ( ذي الجلال والإكرام   ) يقول : ذو العظمة والكبرياء  . 
آخر تفسير سورة الرحمن عز و جل . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					