[ ص: 501 ]  [ ص: 502 ]  [ ص: 503 ]  [ ص: 504 ]  [ ص: 505 ] بسم الله الرحمن الرحيم 
القول في تأويل قوله تعالى : ( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير    ( 1 ) الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور   ( 2 ) ) 
يعني بقوله تعالى ذكره : ( تبارك ) : تعاظم وتعالى ( الذي بيده الملك   ) بيده ملك الدنيا والآخرة وسلطانهما ، نافذ فيهما أمره وقضاؤه ( وهو على كل شيء قدير   ) يقول : وهو على ما يشاء فعله ذو قدرة لا يمنعه من فعله مانع ، ولا يحول بينه وبينه عجز . 
وقوله : ( الذي خلق الموت والحياة   ) فأمات من شاء وما شاء ، وأحيا من أراد وما أراد إلى أجل معلوم ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا   ) يقول : ليختبركم فينظر أيكم له أيها الناس أطوع ، وإلى طلب رضاه أسرع . 
وقد حدثني ابن عبد الأعلى ،  قال : ثنا ابن ثور ،  عن معمر ،  عن قتادة ،  في قوله : ( الذي خلق الموت والحياة   ) قال : أذل الله ابن آدم بالموت ، وجعل الدنيا دار حياة ودار فناء ، وجعل الآخرة دار جزاء وبقاء . 
حدثنا بشر ،  قال : ثنا يزيد ،  قال : ثنا سعيد ،  عن قتادة   ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم   ) ذكر أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : "إن الله أذل ابن آدم بالموت" . 
وقوله : ( وهو العزيز ) يقول : وهو القوي الشديد انتقامه ممن عصاه ، وخالف أمره ( الغفور ) ذنوب من أناب إليه وتاب من ذنوبه . 
				
						
						
