القول في تأويل قوله تعالى ( ولتكبروا الله على ما هداكم    ) 
قال أبو جعفر   : يعني تعالى ذكره : ولتعظموا الله بالذكر له بما أنعم عليكم به ، من الهداية التي خذل عنها غيركم من أهل الملل الذين كتب عليهم من صوم شهر رمضان مثل الذي كتب عليكم فيه ، فضلوا عنه بإضلال الله إياهم ، وخصكم بكرامته فهداكم له ، ووفقكم لأداء ما كتب الله عليكم من صومه ، وتشكروه على ذلك بالعبادة له . 
والذكر الذي حضهم الله على تعظيمه به ، " التكبير " يوم الفطر  ، فيما تأوله جماعة من أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
2901 - حدثني المثني  قال : حدثنا سويد بن نصر  قال : أخبرنا ابن المبارك  عن داود بن قيس  قال : سمعت  زيد بن أسلم  يقول : " ولتكبروا الله على ما هداكم   "  [ ص: 479 ] ، قال : إذا رأى الهلال ، فالتكبير من حين يرى الهلال حتى ينصرف الإمام ، في الطريق والمسجد ، إلا أنه إذا حضر الإمام كف فلا يكبر إلا بتكبيره  . 
2902 - حدثني المثني  قال : حدثنا سويد قال : أخبرنا ابن المبارك  قال : سمعت سفيان  يقول : " ولتكبروا الله على ما هداكم   " ، قال : بلغنا أنه التكبير يوم الفطر . 
2903 - حدثني يونس  قال : أخبرنا ابن وهب  قال : قال ابن زيد   : كان ابن عباس  يقول : حق على المسلمين إذا نظروا إلى هلال شوال أن يكبروا الله حتى يفرغوا من عيدهم ، لأن الله تعالى ذكره يقول : " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم   " . قال ابن زيد   : ينبغي لهم إذا غدوا إلى المصلى كبروا ، فإذا جلسوا كبروا ، فإذا جاء الإمام صمتوا ، فإذا كبر الإمام كبروا ، ولا يكبرون إذا جاء الإمام إلا بتكبيره ، حتى إذا فرغ وانقضت الصلاة فقد انقضى العيد  . قال يونس   : قال ابن وهب   : قال عبد الرحمن بن زيد   : والجماعة عندنا على أن يغدوا بالتكبير إلى المصلى . 
				
						
						
