[ ص: 15 ] القول في تأويل قوله تعالى ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم    ( 276 ) ) 
قال أبو جعفر   : يعني - عز وجل - بقوله : " يمحق الله الربا   " ينقص الله الربا فيذهبه كما : - 
6251 - حدثنا القاسم  قال : حدثنا الحسين  قال حدثني حجاج  عن  ابن جريج  قال قال ابن عباس   : " يمحق الله الربا   " قال : ينقص  . 
وهذا نظير الخبر الذي روي عن  عبد الله بن مسعود  عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : 
6252 - " الربا وإن كثر فإلى قل  " . . 
وأما قوله : " ويربي الصدقات   " فإنه - جل ثناؤه - يعني أنه يضاعف أجرها ، يربها وينميها له . 
وقد بينا معنى " الربا " قبل " والإرباء " وما أصله بما فيه الكفاية من إعادته .  [ ص: 16 ] 
فإن قال لنا قائل : وكيف إرباء الله الصدقات  ؟ 
قيل : إضعافه الأجر لربها ، كما قال - جل ثناؤه - : ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة   ) [ سورة البقرة : 261 ] ، وكما قال : ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة   ) [ سورة البقرة : 245 ] وكما : - 
6253 - حدثنا أبو كريب  قال : حدثنا  وكيع  قال : حدثنا  عباد بن منصور  عن القاسم   : أنه سمع  أبا هريرة  يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله - عز وجل - يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره ، حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد ، وتصديق ذلك في كتاب الله - عز وجل - : ( ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات   ) [ سورة التوبة : 104 ] و " يمحق الله الربا ويربي الصدقات  " . .  [ ص: 17 ] 
6254 - حدثني سليمان بن عمر بن خالد الأقطع  قال : حدثنا ابن المبارك  عن سفيان  عن  عباد بن منصور  عن  القاسم بن محمد  عن  أبي هريرة  ولا أراه إلا قد رفعه قال : إن الله - عز وجل - يقبل الصدقة ، ولا يقبل إلا الطيب  . " .  [ ص: 18 ] 
6255 - حدثني محمد بن عمر بن علي المقدمي  قال : حدثنا ريحان بن سعيد  قال : حدثنا عباد  عن القاسم  عن عائشة  قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله تبارك وتعالى يقبل الصدقة ولا يقبل منها إلا الطيب ، ويربيها لصاحبها كما يربي أحدكم مهره أو فصيله ، حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد ، وتصديق ذلك في كتاب الله - عز وجل - : ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات   )  . .  [ ص: 19 ] 
6256 - حدثني محمد بن عبد الملك  قال : حدثنا عبد الرزاق  قال : حدثنا معمر  عن أيوب  عن  القاسم بن محمد  عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن العبد إذا تصدق من طيب تقبلها الله منه ، ويأخذها بيمينه ويربيها كما يربي أحدكم مهره أو فصيله . وإن الرجل ليتصدق باللقمة فتربو في يد الله أو قال : " في كف الله - عز وجل - حتى تكون مثل أحد ، فتصدقوا " . . 
6257 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى  قال : حدثنا المعتمر بن سليمان  قال  [ ص: 20 ] سمعت يونس  عن صاحب له ، عن  القاسم بن محمد  قال : قال  أبو هريرة   : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن الله - عز وجل - يقبل الصدقة بيمينه ، ولا يقبل منها إلا ما كان طيبا ، والله يربي لأحدكم لقمته كما يربي أحدكم مهره وفصيله ، حتى يوافى بها يوم القيامة وهي أعظم من أحد " .  .  [ ص: 21 ] 
قال أبو جعفر   : وأما قوله : " والله لا يحب كل كفار أثيم   " فإنه يعني به : والله لا يحب كل مصر على كفر بربه ، مقيم عليه ، مستحل أكل الربا وإطعامه " أثيم " متماد في الإثم ، فيما نهاه عنه من أكل الربا والحرام وغير ذلك من معاصيه ، لا ينزجر عن ذلك ولا يرعوي عنه ، ولا يتعظ بموعظة ربه التي وعظه بها في تنزيله وآي كتابه . 
				
						
						
