القول في تأويل قوله ( ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون   ( 24 ) )  
يعني - جل ثناؤه - بقوله : " بأنهم قالوا " بأن هؤلاء الذين دعوا إلى كتاب الله ليحكم بينهم بالحق فيما نازعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما أبوا الإجابة إلى حكم التوراة وما فيها من الحق : من أجل قولهم : " لن تمسنا النار إلا أياما معدودات   " وهي أربعون يوما ، وهن الأيام التي عبدوا فيها العجل ثم يخرجنا منها ربنا ، اغترارا منهم " بما كانوا يفترون " يعني : بما كانوا يختلقون من الأكاذيب والأباطيل ، في ادعائهم أنهم أبناء الله وأحباؤه ، وأن الله قد وعد أباهم يعقوب  أن لا يدخل أحدا من ولده النار إلا تحلة القسم . فأكذبهم الله على ذلك كله من أقوالهم ، وأخبر نبيه محمدا   - صلى الله عليه وسلم - أنهم هم أهل النار هم فيها خالدون ، دون المؤمنين بالله ورسله وما جاءوا به من عنده .  [ ص: 293 ] 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
6786 - حدثنا بشر  قال : حدثنا يزيد  قال : حدثنا سعيد  عن قتادة   : " ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات   " قالوا : لن تمسنا النار إلا تحلة القسم التي نصبنا فيها العجل ، ثم ينقطع القسم والعذاب عنا قال الله - عز وجل - : " وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون " أي قالوا : " نحن أبناء الله وأحباؤه   " . 
6787 - حدثني المثنى  قال : حدثنا إسحاق  قال : حدثنا عبد الله بن أبي جعفر  عن أبيه ، عن الربيع  في قوله : " ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات   " الآية ، قال : قالوا : لن نعذب في النار إلا أربعين يوما ، قال : يعني اليهود  قال : وقال قتادة  مثله وقال : هي الأيام التي نصبوا فيها العجل . يقول الله - عز وجل - : " وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون   " حين قالوا : " نحن أبناء الله وأحباؤه   " . 
6788 - حدثنا القاسم  قال : حدثنا الحسين  قال حدثني حجاج  قال : قال  ابن جريج  قال مجاهد  قوله : " وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون   " قال : غرهم قولهم : " لن تمسنا النار إلا أياما معدودات   " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					