القول في تأويل قوله ( مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء   )  
قال أبو جعفر   : يعني بذلك : يا مالك الملك ، يا من له ملك الدنيا والآخرة خالصا دون وغيره ، كما : - 
6789 - حدثنا ابن حميد  قال : حدثنا سلمة  عن محمد بن إسحاق  عن محمد بن جعفر بن الزبير  قوله : " قل اللهم مالك الملك   " أي رب العباد الملك ، لا يقضي فيهم غيرك . 
وأما قوله : " تؤتي الملك من تشاء   " فإنه يعني : تعطى الملك من تشاء ، فتملكه وتسلطه على من تشاء . 
وقوله : " وتنزع الملك ممن تشاء   " يعني : وتنزع الملك ممن تشاء أن تنزعه منه ،  [ ص: 300 ] فترك ذكر " أن تنزعه منه " اكتفاء بدلالة قوله : " وتنزع الملك ممن تشاء " عليه ، كما يقال : " خذ ما شئت وكن فيما شئت " يراد : خذ ما شئت أن تأخذه ، وكن فيما شئت أن تكون فيه; وكما قال - جل ثناؤه - : ( في أي صورة ما شاء ركبك   ) [ سورة الانفطار : 8 ] يعني : في أي صورة شاء أن يركبك فيها ركبك . 
وقيل : إن هذه الآية نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جوابا لمسألته ربه أن يجعل ملك فارس  والروم  لأمته . 
ذكر من قال ذلك : 
6790 - حدثنا بشر  قال : حدثنا يزيد  قال : حدثنا سعيد  عن قتادة   : وذكر لنا : أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - سأل ربه - جل ثناؤه - أن يجعل له ملك فارس  والروم  في أمته ، فأنزل الله - عز وجل - : " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء   " إلى " إنك على كل شيء قدير   " . 
6791 - حدثني المثنى  قال : حدثنا إسحاق  قال : حدثنا ابن أبي جعفر  عن أبيه ، عن قتادة  قال : ذكر لنا والله أعلم : أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - سأل ربه - عز وجل - أن يجعل ملك فارس  والروم  في أمته ، ثم ذكر مثله  . 
وروي عن مجاهد  أنه كان يقول : معنى " الملك " في هذا الموضع : النبوة . 
ذكر الرواية عنه بذلك : 
6792 - حدثني محمد بن عمرو  قال : حدثنا أبو عاصم  عن عيسى  عن ابن أبي نجيح  عن مجاهد  في قوله : " تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء   " قال : النبوة .  [ ص: 301 ] 
6793 - حدثني المثنى  قال : حدثنا أبو حذيفة  قال : حدثنا شبل ،  عن ابن أبي نجيح ،  عن مجاهد  مثله . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					