[ ص: 358 ]   ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده  وعدا علينا إنا كنا فاعلين    ( 104 ) ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون    ( 105 ) ) 
( يوم نطوي السماء    ) قرأ أبو جعفر    : " تطوى " بالتاء وضمها وفتح الواو و " السماء " رفع على المجهول وقرأ العامة بالنون وفتحها وكسر الواو ، و " السماء " نصب ، ( كطي السجل للكتب    ) قرأ حمزة   والكسائي  وحفص  عن عاصم  للكتب على الجمع وقرأ الآخرون للكتاب على الواحد واختلفوا في السجل فقال  السدي    : السجل ملك يكتب أعمال العباد واللام زائدة أي كطي السجل للكتب كقوله ( ردف لكم    ) ( النمل 72 ) ، اللام فيه زائدة وقال ابن عباس  ومجاهد  والأكثرون : السجل الصحيفة للكتب أي لأجل ما كتب معناه كطي الصحيفة على مكتوبها ، والسجل اسم مشتق من المساجلة وهي المكاتبة والطي هو الدرج الذي هو ضد النشر ( كما بدأنا أول خلق نعيده    ) أي كما بدأناهم في بطون أمهاتهم حفاة عراة غرلا كذلك نعيدهم يوم القيامة نظيره قوله تعالى : ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة    ) ( الأنعام 94 ) ، وروي عن ابن عباس  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال   " إنكم محشورون حفاة عراة غرلا " ثم قرأ : ( كما بدأنا أول خلق نعيده  وعدا علينا إنا كنا فاعلين    ) يعني الإعادة والبعث . قوله عز وجل ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر    ) قال سعيد بن جبير  ومجاهد    : الزبور جميع الكتب المنزلة والذكر أم الكتاب الذي عنده والمعنى من بعد ما كتب ذكره في اللوح المحفوظ . 
وقال ابن عباس  والضحاك    : الزبور التوراة والذكر الكتب المنزلة من بعد التوراة . 
وقال الشعبي    : الزبور كتاب داود  ، [ والذكر التوراة وقيل الزبور زبور داود    ] والذكر القرآن وبعد بمعنى قبل كقوله تعالى : ( وكان وراءهم ملك    ) ( الكهف 97 ) : أي أمامهم ( والأرض بعد ذلك دحاها    ) ( النازعات 30 ) قبله ، ( أن الأرض ) يعني أرض الجنة ( يرثها عبادي الصالحون    ) قال مجاهد    : يعني أمة محمد  صلى الله عليه وسلم دليله قوله تعالى :   [ ص: 359 ]   ( وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض    ) ( الزمر 74 ) ، وقال ابن عباس    : أراد أن أراضي الكفار يفتحها المسلمون وهذا حكم من الله بإظهار الدين وإعزاز المسلمين وقيل أراد بالأرض الأرض المقدسة 
				
						
						
