[ ص: 405 ]  [ ص: 406 ]  [ ص: 407 ] سورة المؤمنون 
مكية بسم الله الرحمن الرحيم ( قد أفلح المؤمنون     ( 1 ) الذين هم في صلاتهم خاشعون    ( 2 ) ) 
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي  ، أخبرنا أحمد بن الحسين الحيري  ، أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي  ، أخبرنا محمد بن حماد  ، أخبرنا عبد الرزاق  ، أخبرنا يونس بن سليمان  ، أملى علي يونس  صاحب أيلة  ، عن ابن شهاب  ، عن عروة بن الزبير  ، عن عبد الرحمن بن عبد القارئ  قال : سمعت  عمر بن الخطاب  يقول : كان إذا نزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي يسمع عند وجهه دوي كدوي النحل ، فمكثنا ساعة - وفي رواية : فنزل علينا يوما فمكثنا ساعة - فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال : " اللهم زدنا ولا تنقصنا ، وأكرمنا ولا تهنا ، وأعطنا ولا تحرمنا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا ، وارض عنا ، ثم قال : لقد أنزل علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة " ، ثم قرأ ( قد أفلح المؤمنون    ) إلى عشر آيات . 
ورواه  أحمد بن حنبل  ،  وعلي بن المديني  ، وجماعة عن عبد الرزاق  ، وقالوا :   " وأعطنا ولا تحرمنا وأرضنا وارض عنا "   . 
قوله تعالى : ( قد أفلح المؤمنون    ) " قد " حرف تأكيد ، وقال المحققون : " قد " تقرب الماضي من   [ ص: 408 ] الحال ، يدل على أن الفلاح قد حصل لهم ، وأنهم عليه في الحال ، وهو أبلغ من تجريد ذكر الفعل ، " والفلاح " النجاة والبقاء ، قال ابن عباس    : قد سعد المصدقون بالتوحيد وبقوا في الجنة .   ( الذين هم في صلاتهم خاشعون    )  اختلفوا في معنى الخشوع ، فقال ابن عباس    : مخبتون أذلاء . وقال الحسن  وقتادة    : خائفون . وقال مقاتل    : متواضعون . وقال مجاهد    : هو غض البصر وخفض الصوت . 
والخشوع قريب من الخضوع إلا أن الخضوع في البدن ، والخشوع في القلب والبدن والبصر والصوت ، قال الله عز وجل : " وخشعت الأصوات للرحمن    " ( طه - 108 ) . 
وعن علي  رضي الله عنه : هو أن لا يلتفت يمينا ولا شمالا . وقال سعيد بن جبير    : هو أن لا يعرف من على يمينه ولا من على يساره ، ولا يلتفت من الخشوع لله عز وجل . 
أخبرنا عبد الواحد المليحي  ، أخبرنا أحمد النعيمي  ، أخبرنا محمد بن يوسف  ، أخبرنا  محمد بن إسماعيل  ، حدثنا مسدد  ، أخبرنا أبو الأحوص  ، أخبرنا أشعث بن سليم  ، عن أبيه ، عن مسروق  ، عن عائشة  قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال : " هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد "   . 
وأخبرنا أبو الحسن السرخسي  ، أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد  ، أخبرنا أبو الحسن القاسم بن بكر الطيالسي  ببغداد  ، أخبرنا أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي  ، أخبرنا عبد الغفار بن عبيد الله  ، أخبرنا صالح بن أبي الأخضر  ، عن الزهري  ، عن أبي الأحوص  ، عن أبي ذر  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :   " لا يزال الله مقبلا على العبد ما كان في صلاته ما لم يلتفت فإذا التفت أعرض عنه "   . 
وقال  عمرو بن دينار    : هو السكون وحسن الهيئة . وقال ابن سيرين  وغيره : هو أن لا ترفع بصرك عن موضع سجودك . 
وقال  أبو هريرة    : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة فلما نزل : ( الذين هم في صلاتهم خاشعون    ) رموا بأبصارهم إلى مواضع السجود   .   [ ص: 409 ] 
أخبرنا عبد الواحد المليحي  ، أخبرنا أحمد النعيمي  ، أخبرنا محمد بن يوسف  ، أخبرنا  محمد بن إسماعيل  ، أخبرنا علي بن عبد الله  ، أخبرنا يحيى بن سعيد  ، أخبرنا ابن أبي عروبة  ، أخبرنا قتادة  أن أنس بن مالك  حدثهم قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم " ، فاشتد قوله في ذلك حتى قال :   " لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم "   . 
وقال عطاء    : هو أن لا تعبث بشيء من جسدك في الصلاة . وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال : " لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه "   . 
أخبرنا أبو عثمان الضبي  ، أخبرنا أبو محمد الجراحي  ، أخبرنا أبو العباس المحبوبي  ، أخبرنا أبو عيسى الترمذي  ، أخبرنا سعيد  ، عن عبد الرحمن المخزومي  ، أخبرنا سفيان بن عيينة  ، عن الزهري  ، عن أبي الأحوص  ، عن أبي ذر  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :   " إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يمسح الحصى فإن الرحمة تواجهه "   . 
وقيل : الخشوع في الصلاة  هو جمع الهمة ، والإعراض عما سواها ، والتدبر فيما يجري على لسانه من القراءة والذكر . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					