( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون    ( 102 ) ) 
( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون     )   [ ص: 430 ]   ( ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون    ( 103 ) تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون    ( 104 ) ( ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون    ( 105 ) قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين    ( 106 ) ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون    ( 107 ) قال اخسئوا فيها ولا تكلمون    ( 108 ) ) 
( ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون    ) . ( تلفح وجوههم النار    ) أي : تسفع ، وقيل : تحرق ، ( وهم فيها كالحون    ) عابسون . 
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة  ، أخبرنا محمد بن أحمد الحارثي  ، أخبرنا محمد بن يعقوب الكسائي  ، أخبرنا عبد الله بن محمود  ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الخلال  ، أخبرنا  عبد الله بن المبارك  ، عن سعيد بن يزيد  ، عن أبي السمح  ، عن أبي الهيثم  ، عن  أبي سعيد الخدري  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " وهم فيها كالحون ، قال : تشويه النار ، فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه ، وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته " وبهذا الإسناد عن  عبد الله بن المبارك  عن حاجب بن عمر عن الحكم بن الأعرج  قال : قال :  أبو هريرة    : " يعظم الكافر في النار مسيرة سبع ليال ، فيصير ضرسه مثل أحد ، وشفاههم عند سررهم ، سود زرق خسر مقبوحون " قوله عز وجل : ( ألم تكن آياتي تتلى عليكم    ) يعني القرآن ، تخوفون بها ، ( فكنتم بها تكذبون  قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا    ) قرأ حمزة   والكسائي    : " شقاوتنا " بالألف وفتح الشين ، وهما لغتان أي : غلبت علينا شقوتنا التي كتبت علينا فلم نهتد . ( وكنا قوما ضالين    ) عن الهدى . ( ربنا أخرجنا منها    ) أي : من النار ، ( فإن عدنا    ) لما تكره ( فإنا ظالمون  قال اخسئوا    ) أبعدوا ، ( فيها ) كما يقال للكلب إذا طرد : اخسأ ، ( ولا تكلمون    ) في رفع العذاب ، فإني لا أرفعه عنكم ، فعند ذلك أيس المساكين من الفرج ، قال الحسن    : هو آخر   [ ص: 431 ] كلام يتكلم به أهل النار  ثم لا يتكلمون بعدها إلا الشهيق والزفير ، ويصير لهم عواء كعواء الكلاب لا يفهمون ولا يفهمون ، روي عن عبد الله بن عمرو    : أن أهل جهنم يدعون مالكا  خازن النار أربعين عاما : " يا مالك  ليقض علينا ربك " ( الزخرف - 77 ) فلا يجيبهم ، ثم يقول : " إنكم ماكثون " ( الزخرف - 77 ) ، ثم ينادون ربهم : ( ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون    ) فيدعهم مثل عمر الدنيا مرتين ثم يرد عليهم : ( اخسئوا فيها ولا تكلمون    ) فلا ينبس القوم بعد ذلك بكلمة إن كان إلا الزفير والشهيق   . 
وقال القرطبي : إذا قيل لهم : " اخسئوا فيها ولا تكلمون " انقطع رجاؤهم ، وأقبل بعضهم ينبح في وجه بعض ، وأطبقت عليهم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					