[ ص: 28 ]   ) ( ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون     ( 73 ) واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون    ( 74 ) لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون    ( 75 ) فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون    ( 76 ) أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين    ( 77 ) ) 
( ولهم فيها منافع    ) من أصوافها وأوبارها وأشعارها ونسلها ) ( ومشارب ) من ألبانها ( أفلا يشكرون    ) رب هذه النعم . 
( واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون    ) يعني : لتمنعهم من عذاب الله ، ولا يكون ذلك قط . 
( لا يستطيعون نصرهم    ) قال ابن عباس    : لا تقدر الأصنام على نصرهم ومنعهم من العذاب . ( وهم لهم جند محضرون    ) أي : الكفار جند للأصنام يغضبون لها ويحضرونها في الدنيا ، وهي لا تسوق إليهم خيرا ، ولا تستطيع لهم نصرا . وقيل : هذا في الآخرة ، يؤتى بكل معبود من دون الله - تعالى - ومعه أتباعه الذين عبدوه كأنهم جند محضرون في النار . 
( فلا يحزنك قولهم    ) يعني : قول كفار مكة  في تكذيبك ( إنا نعلم ما يسرون    ) في ضمائرهم من التكذيب ( وما يعلنون    ) من عبادة الأصنام أو ما يعلنون بألسنتهم من الأذى . 
قوله تعالى : ( أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم    ) جدل بالباطل ) ( مبين ) بين الخصومة ، يعني : أنه مخلوق من نطفة ثم يخاصم فكيف لا يتفكر في بدء خلقه حتى يدع الخصومة . 
نزلت في أبي بن خلف الجمحي  خاصم النبي - صلى الله عليه وسلم - في إنكار البعث  ، وأتاه بعظم قد بلي ففتته بيده ، وقال : أترى يحيي الله هذا بعدما رم ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " نعم ويبعثك ويدخلك النار " فأنزل الله هذه الآيات   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					