[ ص: 34 ]   ( فالتاليات ذكرا    ( 3 ) إن إلهكم لواحد    ( 4 ) رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق    ( 5 ) إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب    ( 6 ) ) 
  ( فالتاليات ذكرا     ) هم الملائكة يتلون ذكر الله عز وجل . وقيل : هم جماعة قراء القرآن ، وهذا كله قسم أقسم الله تعالى به ، وموضع القسم قوله : ( إن إلهكم لواحد    ) وقيل : فيه إضمار ، أي : ورب الصافات والزاجرات والتاليات ، وذلك أن كفار مكة  قالوا : " أجعل الآلهة إلها واحدا " ؟ فأقسم الله بهؤلاء : " إن إلهكم لواحد " . 
) ( رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق    ) أي : مطالع الشمس قيل : أراد به المشارق والمغارب ، كما قال في موضع آخر : " فلا أقسم برب المشارق والمغارب    " ( المعارج - 40 ) 
فإن قيل : قد قال في موضع : " برب المشارق والمغارب    " ، وقال في موضع : " رب المشرقين ورب المغربين    " ( الرحمن - 17 ) وقال في موضع : " رب المشرق والمغرب    " ( المزمل - 9 ) ، فكيف وجه التوفيق بين هذه الآيات ؟ 
قيل : أما قوله : " رب المشرق والمغرب    " ، أراد به الجهة ، فالمشرق جهة والمغرب جهة . 
وقوله : " رب المشرقين ورب المغربين    " أراد : مشرق الشتاء ومشرق الصيف ، وأراد بالمغربين : مغرب الشتاء ومغرب الصيف . 
وقوله : " برب المشارق والمغارب    " أراد الله - تعالى - أنه خلق للشمس ثلاثمائة وستين كوة في المشرق ، وثلاثمائة وستين كوة في المغرب ، على عدد أيام السنة ، تطلع الشمس كل يوم من كوة منها ، وتغرب في كوة منها ، لا ترجع إلى الكوة التي تطلع منها إلى ذلك اليوم من العام المقبل ، فهي المشارق والمغارب ، وقيل : كل موضع شرقت عليه الشمس فهو مشرق وكل موضع غربت عليه الشمس فهو مغرب ، كأنه أراد رب جميع ما أشرقت عليه الشمس وغربت . ( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب    ) 
قرأ عاصم  برواية أبي بكر    : " بزينة " منونة " الكواكب " نصب ، أي : بتزييننا الكواكب ، وقرأ حمزة  ، وحفص    : " بزينة " منونة " الكواكب " خفضا على البدل ، أي : بزينة بالكواكب ، أي : زيناها بالكواكب . وقرأ الآخرون : " بزينة الكواكب " بلا تنوين على الإضافة . 
قال ابن عباس    : بضوء الكواكب . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					