[ ص: 72 ]   ( وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد    ( 6 ) ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق    ( 7 ) أؤنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب    ( 8 ) أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب    ( 9 ) ) 
)   ( وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم     ) أي : انطلقوا من مجلسهم الذي كانوا فيه عند أبي طالب  يقول بعضهم لبعض : امشوا واصبروا على آلهتكم ، أي : اثبتوا على عبادة آلهتكم ( إن هذا لشيء يراد    ) أي لأمر يراد بنا ، وذلك أن عمر  لما أسلم وحصل للمسلمين قوة بمكانه قالوا : إن هذا الذي نراه من زيادة أصحاب محمد    - صلى الله عليه وسلم - لشيء يراد بنا . 
وقيل : يراد بأهل الأرض ، وقيل : يراد بمحمد  أن يملك علينا . 
( ما سمعنا بهذا    ) أي بهذا الذي يقوله محمد  من التوحيد ( في الملة الآخرة    ) قال ابن عباس    - رضي الله عنهما - والكلبي  ، ومقاتل    : يعنون النصرانية ؛ لأنها آخر الملل وهم لا يوحدون ، بل يقولون : ثالث ثلاثة . 
وقال مجاهد  وقتادة    : يعنون ملة قريش  ودينهم الذي هم عليه . 
( إن هذا إلا اختلاق    ) كذب وافتعال . 
( أؤنزل عليه الذكر    ) القرآن ) ( من بيننا ) وليس بأكبرنا ولا أشرفنا ، يقوله أهل مكة    . قال الله عز وجل : 
( بل هم في شك من ذكري    ) أي وحيي وما أنزلت ، ( بل لما يذوقوا عذاب    ) ولو ذاقوه لما قالوا هذا القول . 
) ( أم عندهم ) أعندهم ، ( خزائن رحمة ربك    ) أي : نعمة ربك يعني : مفاتيح النبوة يعطونها من شاءوا ، نظيره : " أهم يقسمون رحمة ربك    " ( الزخرف - 32 ) أي نبوة ربك ، ( العزيز الوهاب    ) العزيز في ملكه ، الوهاب وهب  النبوة لمحمد    - صلى الله عليه وسلم - . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					