( الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز     ( 19 ) من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب    ( 20 ) ) 
قوله عز وجل : ( الله لطيف بعباده    ) قال ابن عباس    - رضي الله عنهما - : حفي بهم . قال عكرمة    : بار بهم . قال  السدي    : رفيق . قال مقاتل    : لطيف بالبر والفاجر حيث لم يهلكهم جوعا بمعاصيهم ، يدل عليه قوله : " يرزق من يشاء " ( البقرة - 212 ) ، وكل من رزقه الله من مؤمن وكافر وذي روح فهو ممن يشاء الله أن يرزقه . قال جعفر الصادق    : اللطف في الرزق من وجهين ، أحدهما : أنه جعل رزقك من الطيبات ، والثاني : أنه لم يدفعه إليك بمرة واحدة . ( وهو القوي العزيز    ) . ( من كان يريد حرث الآخرة    ) الحرث في اللغة : الكسب ، يعني : من كان يريد بعمله الآخرة ، ( نزد له في حرثه    ) بالتضعيف بالواحد عشرة إلى ما شاء الله من الزيادة . ( ومن كان يريد حرث الدنيا    ) يريد بعمله الدنيا ، ( نؤته منها    ) قال قتادة    : أي : نؤته بقدر ما قسم الله له ، كما قال : " عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد " ( الإسراء - 18 ) . ( وما له في الآخرة من نصيب    ) لأنه لم يعمل للآخرة . 
أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي  ، أخبرنا أبو طاهر الزيادي  ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال  ، حدثنا أبو الأزهر أحمد بن منيع العبدي  ، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي  ، حدثنا سفيان  عن المغيرة  عن أبي العالية  عن أبي بن كعب  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بشرت هذه الأمة بالسنا والرفعة والنصر والتمكين في الأرض ، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب "   . 
 
				
 
						 
						

 
					 
					