( في جنات وعيون    ( 52 ) يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين    ( 53 ) كذلك وزوجناهم بحور عين    ( 54 ) يدعون فيها بكل فاكهة آمنين    ( 55 ) لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم    ( 56 ) فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم    ( 57 ) فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون    ( 58 ) فارتقب إنهم مرتقبون    ( 59 ) ) 
  ( في جنات وعيون  يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين  كذلك وزوجناهم    )  أي كما أكرمناهم بما وصفنا من الجنات والعيون واللباس كذلك أكرمناهم بأن زوجناهم ( بحور عين    ) أي قرناهم بهن ، ليس من عقد التزويج ، لأنه لا يقال : زوجته بامرأة ، قال أبو عبيدة    : جعلناهم أزواجا لهن كما يزوج البعل بالبعل ، أي جعلناهم اثنين اثنين ، و " الحور " : هن النساء النقيات البياض . قال مجاهد    : يحار فيهن الطرف من بياضهن وصفاء لونهن . وقال أبو عبيدة    : " الحور " : هن شديدات بياض الأعين الشديدات سوادها ، واحدها أحور ، والمرأة حوراء ، و " العين " جمع العيناء ، وهي عظيمة العينين . 
( يدعون فيها بكل فاكهة    ) اشتهوها ( آمنين ) من نفادها ومن مضرتها . وقال قتادة    : آمنين من الموت والأوصاب والشياطين . 
( لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى    ) أي سوى الموتة التي ذاقوها في الدنيا ، وبعدها وضع : " إلا " موضع سوى وبعد ، وهذا كقوله تعالى : " ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف    " ( النساء - 22 ) ، أي سوى ما قد سلف ، وبعد ما قد سلف ، وقيل : إنما استثنى الموتة الأولى وهي في الدنيا من موت في الجنة لأن السعداء حين يموتون يصيرون بلطف إلى أسباب الجنة ، يلقون الروح والريحان ويرون منازلهم في الجنة ، فكان موتهم في الدنيا كأنهم في الجنة لاتصالهم بأسبابها ومشاهدتهم إياها . ( ووقاهم عذاب الجحيم    ) . 
( فضلا من ربك    ) أي فعل ذلك بهم فضلا منه ( ذلك هو الفوز العظيم    ) . 
( فإنما يسرناه    ) سهلنا القرآن ، كناية عن غير مذكور ( بلسانك    ) أي على لسانك ( لعلهم يتذكرون    ) يتعظون . 
( فارتقب    ) فانتظر النصر من ربك . وقيل : فانتظر لهم العذاب . ( إنهم مرتقبون    )   [ ص: 238 ] منتظرون قهرك بزعمهم . 
أخبرنا أبو سعيد الشريحي  ، أخبرنا  أبو إسحاق الثعلبي  ، أخبرني الحسين بن فنجويه  ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى  ، حدثنا أبو عيسى موسى بن علي الختلي  ، حدثنا أبو هاشم الرفاعي  ، حدثنا  زيد بن الحباب  ، حدثنا عمر بن عبد الله بن أبي خثعم  ، عن  يحيى بن كثير  ، عن أبي سلمة  ، عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك   " 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					