[ ص: 111 ]  [ ص: 112 ]  [ ص: 113 ] سورة الجمعة 
مدنية 
بسم الله الرحمن الرحيم 
( يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم    ( 1 ) هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين    ( 2 ) وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم    ( 3 ) ) 
( يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم هو الذي بعث في الأميين    ) يعني العرب كانت أمة أمية لا تكتب ولا تقرأ    ( رسولا منهم    ) يعني محمدا    - صلى الله عليه وسلم - نسبه نسبهم [ ولسانه لسانهم ليكون أبلغ في إقامة الحجة عليهم ] ( يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين    ) أي ما كانوا قبل بعثة الرسول إلا في ضلال مبين يعبدون الأوثان . ( وآخرين منهم    ) وفي " آخرين " وجهان من الإعراب : أحدهما الخفض ، على الرد إلى الأميين مجازه : وفي آخرين . والثاني النصب ، على الرد إلى الهاء والميم في قوله " ويعلمهم " أي : ويعلم آخرين منهم ، أي من المؤمنين الذين يدينون بدينهم ، لأنهم إذا أسلموا صاروا منهم ، فإن المسلمين كلهم أمة واحدة . 
واختلف العلماء فيهم ، فقال قوم : هم العجم ، وهو قول ابن عمر   وسعيد بن جبير  ورواية ليث  عن مجاهد ،  والدليل عليه ما : أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن محمد المعلم الطوسي  بها حدثنا أبو الحسن  محمد بن   [ ص: 114 ] يعقوب ،  أخبرنا أبو النصر محمد بن محمد بن يوسف ،  حدثنا الحسين بن سفيان ،  وعلي بن طيفور ،  وأبو العباس الثقفي  قالوا : حدثنا قتيبة ،  حدثنا عبد العزيز ،  عن ثور ،  عن أبي الغيث ،  عن  أبي هريرة  قال : كنا جلوسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ نزلت سورة الجمعة ، فلما قرأ : " وآخرين منهم لما يلحقوا بهم " قال رجل : من هؤلاء يا رسول الله ؟ فلم يراجعه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى سأله مرتين أو ثلاثا قال : وفينا سلمان الفارسي  قال : فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده على سلمان ،  ثم قال : " لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء   " 
أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري ،  أخبرنا جدي عبد الصمد بن عبد الرحمن البزار ،  أخبرنا محمد بن زكريا العذافري ،  أخبرنا إسحاق الدبري ،  حدثنا عبد الرزاق ،  أخبرنا معمر ،  عن جعفر الجزري  عن يزيد بن الأصم  عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :   " لو كان الدين عند الثريا لذهب إليه رجل ، أو قال : رجال ، من أبناء فارس حتى يتناولوه " وقال عكرمة  ومقاتل    : هم التابعون . وقال ابن زيد    : هم جميع من دخل في الإسلام بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - . إلى يوم القيامة وهي رواية [ ابن ] أبي نجيح  عن مجاهد    . قوله ( لما يلحقوا بهم    ) أي [ لم ] يدركوهم ولكنهم يكونون بعدهم . وقيل : " لما يلحقوا بهم " أي في الفضل والسابقة لأن التابعين لا يدركون شأو الصحابة . ( وهو العزيز الحكيم ) . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					