[ ص: 430 ]   ( ووالد وما ولد    ( 3 ) لقد خلقنا الإنسان في كبد    ( 4 ) أيحسب أن لن يقدر عليه أحد    ( 5 ) يقول أهلكت مالا لبدا    ( 6 ) ) 
( ووالد وما ولد    ) يعني آدم    - عليه السلام - وذريته . (   ( لقد خلقنا الإنسان في كبد     ) روى الوالبي  عن ابن عباس    : في نصب . قال الحسن    : يكابد مصائب الدنيا وشدائد الآخرة . وقال قتادة    : في مشقة فلا تلقاه إلا يكابد أمر الدنيا والآخرة . 
وقال سعيد بن جبير    : [ في شدة . وقال عطاء  عن ابن عباس    ] : في شدة خلق حمله وولادته ورضاعه ، وفطامه وفصاله ومعاشه وحياته وموته . 
وقال  عمرو بن دينار    : عند نبات أسنانه . قال يمان    : لم يخلق الله خلقا يكابد ما يكابد ابن آدم ، وهو مع ذلك أضعف الخلق . وأصل الكبد : الشدة . 
وقال مجاهد  ، وعكرمة  ، وعطية  ، والضحاك    : يعني منتصبا معتدل القامة ، وكل شيء خلق فإنه يمشي مكبا ، وهي رواية مقسم  عن ابن عباس  ، [ وأصل ] الكبد : الاستواء والاستقامة . 
وقال ابن كيسان    : منتصبا رأسه في بطن أمه فإذا أذن الله له في خروجه انقلب رأسه إلى رجلي أمه . 
وقال مقاتل    : " في كبد " أي في قوة . 
نزلت في أبي الأشدين واسمه أسيد بن كلدة الجمحي  وكان شديدا قويا يضع الأديم العكاظي تحت قدميه فيقول : من أزالني عنه فله كذا وكذا ، فلا يطاق أن ينزع من تحت قدميه إلا قطعا ويبقى موضع قدميه . ( أيحسب ) يعني أبا الأشدين  من قوته ، ( أن لن يقدر عليه أحد    ) أي : يظن من شدته أن لن يقدر عليه الله تعالى . وقيل : هو الوليد بن المغيرة    . ( يقول أهلكت    ) يعني أنفقت ، ( مالا لبدا    ) أي كثيرا بعضه على بعض ، من التلبيد ، في عداوة محمد    - صلى الله عليه وسلم - ، قرأ أبو جعفر  لبدا بتشديد الباء على جمع لابد ، مثل راكع وركع ، وقرأ الآخرون بالتخفيف على جمع " لبدة " ، وقيل على الواحد مثل قثم وحطم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					