[ ص: 440 ]   ( إذ انبعث أشقاها     ( 12 ) فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها    ( 13 ) فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها    ( 14 ) ولا يخاف عقباها    ( 15 ) ) 
( إذ انبعث أشقاها    ) أي قام ، والانبعاث : هو الإسراع في الطاعة للباعث ، أي : كذبوا بالعذاب ، وكذبوا صالحا لما انبعث أشقاها وهو : قدار بن سالف  ، وكان أشقر أزرق [ العينين ] قصيرا قام لعقر الناقة . 
أخبرنا عبد الواحد المليحي  ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي  ، أخبرنا محمد بن يوسف  ، حدثنا  محمد بن إسماعيل    [ أخبرنا موسى بن إسماعيل    ] ، حدثنا وهيب ،  حدثنا هشام  عن أبيه أنه أخبره عبد الله بن زمعة  أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب وذكر الناقة والذي عقرها  فقال [ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ] : " إذ انبعث أشقاها    " ، انبعث لها رجل عزيز [ عارم ] منيع في أهله مثل أبي زمعة    "   . ( فقال لهم رسول الله    ) صالح    - عليه السلام - ، ( ناقة الله ) أي احذروا عقر ناقة الله . وقال الزجاج    : منصوب على معنى : ذروا ناقة الله ، ( وسقياها    ) شربها ، أي : ذروا ناقة الله وذروا شربها من الماء ، [ فلا تعرضوا ] للماء يوم شربها . ( فكذبوه ) يعني صالحا ،    ( فعقروها ) يعني الناقة . 
( فدمدم عليهم ربهم    ) قال عطاء  ومقاتل    : فدمر عليهم ربهم فأهلكهم . قال المؤرج : الدمدمة إهلاك باستئصال . ( بذنبهم ) بتكذيبهم الرسول وعقرهم الناقة ، ( فسواها ) فسوى الدمدمة عليهم جميعا ، وعمهم بها فلم يفلت منهم أحد . وقال الفراء    : سوى الأمة وأنزل العذاب بصغيرها وكبيرها ، يعني سوى بينهم . ( ولا يخاف عقباها    ) قرأ أهل المدينة  والشام    : " فلا " بالفاء وكذلك هو في مصاحفهم ، وقرأ الباقون بالواو ، وهكذا في مصاحفهم ( عقباها ) عاقبتها .   [ ص: 441 ] 
قال الحسن    : معناه : لا يخاف الله من أحد تبعة في إهلاكهم . وهي رواية علي بن أبي طلحة  عن ابن عباس    . 
وقال الضحاك ،   والسدي ،  والكلبي    : هو راجع إلى العاقر ، وفي الكلام تقديم وتأخير ، وتقديره : إذ انبعث أشقاها ولا يخاف عقباها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					